" صفحة رقم ٢٦ "
مثلاً لمن اتبع ما يوحي إليه. ومن لم يتبع. أو لمن ادّعى المستقيم وهو النبوة. والمحال وهو الإلاهية أو الملكية ) أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ ( فلا تكونوا ضالين أشباه العميان. أو فتعلموا أني ما ادعيت ما لا يليق بالبشر. أو فتعلموا أن اتباع ما يوحى إليَّ مما لا بدّ لي منه. فإن قلت :) أَعْلَمُ الْغَيْبَ ( ما محله من الإعراب ؟ قلت : النصب عطفاً على قوله :) عِندِى خَزَائِنُ اللَّهِ (، لأنه من جملة المقول كأنه قال : لا أقول لكم هذا القول ولا هذا القول.
) وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (
الأنعام :( ٥١ ) وأنذر به الذين.....
وَأَنذِرْ بِهِ ( الضمير راجع إلى قوله :) وَمَا يُوحِى إِلَىَّ ( و ) الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ ( إمّا قوم داخلون في الإسلام مقرّون بالبعث إلاّ أنهم مفرطون في العمل فينذرهم بما يوحي إليه ) لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ( أي يدخلون في زمرة المتقين من المسلمين. وأمّا أهل الكتاب لأنهم مقرّون بالبعث. وإمّا ناس من المشركين علم من حالهم أنهم يخافون إذا سمعوا بحديث البعث أن يكون حقاً فيهلكوا، فهم ممن يرجى أن ينجع فيهم الإنذار، دون المتمردّين منهم، فأمر أن ينذر هؤلاء. وقوله :) لَيْسَ لَهُمْ مّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ ( في موضع الحال من يحشروا، بمعنى يخافون أن يحشروا غير منصورين ولا مشفوعاً لهم، ولا بدّ من هذه الحال، لأنّ كلاًّ محشور، فالمخوف إنما هو الحشر على هذه الحال.
) وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَىْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِّن شَىْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (
الأنعام :( ٥٢ ) ولا تطرد الذين.....
ذكر غير المتقين من المسلمين وأمر بإنذارهم ليتقوا، ثم أردفهم ذكر المتقين منهم