" صفحة رقم ٢٦٤ "
الاستثناء المنقطع في شيء كما يقولون لأنَّ الاستثناء المنقطع هو أن يكون المستثنى من غير جنس المستثنى منه، كقولك : ما زادوكم خيراً إلاّ خبالا، والمستثنى منه في هذا الكلام غير مذكور، وإذا لم يذكر وقع الاستثناء من أعمّ العام الذي هو الشيء، فكان استثناء متصلاً ؛ لأنّ الخبال بعض أعمّ العام كأن قيل ما زادوكم شيئاً إلا خبالاً والخبال الفساد والشر ) ولاَوْضَعُواْ خِلَالَكُمْ ( ولسعوا بينكم بالتضريب والنمائم وإفساد ذات البين. يقال : وضع البعير وضعاً إذا أسرع وأوضعته أنا، والمعنى : ولأوضع ركائبهم بينكم، والمراد الإسراع بالنمائم ؛ لأنّ الراكب أسرع من الماشي. وقرأ ابن الزبير رضي الله عنه :( ولأرقصوا ) من رقصت الناقة رقصاً إذا أسرعت وأرقصتها قال : وَالرَّاقِصَاتِ إلَى مِنى فَالْغَبْغَبِ ;
وقرىء :( ولأوفضوا ) فإن قلت : كيف خطّ في المصحف : ولا أوضعوا، بزيادة ألف ؟ قلت : كانت الفتحة تكتب إلفاً قبل الخط العربي، والخط العربي اخترع قريباً من نزول القرآن، وقد بقي من ذلك الألف أثر في الطباع، فكتبوا صورة الهمزة ألفاً، وفتحتها ألفاً أخرى، ونحو : أو لا أذبحنه. ) يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ ( يحاولون أن يفتنوكم بأن يوقعوا الخلاف فيما بينكم ويفسدوا نياتكم في مغزاكم ) وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ( أي نمامون يسمعون حديثكم فينقلونه إليهم. أو فيكم قوم يسمعون للمنافقين ويطيعونهم ) وَلَقَدْ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ ( أي العنت ونصب الغوائل والسعي في تشتيت شملك وتفريق أصحابك عنك، كما فعل عبد الله بن أبيّ يوم أحد حين انصرف بمن معه وعن ابن جريج رضي الله عنه : وقفوا لرسول الله ( ﷺ ) على الثنية ليلة العقبة وهم اثنا عشر رجلاً ليفتكوا به ) مِن قَبْلُ ( من قبل غزوة تبوك ) وَقَلَّبُواْ لَكَ الامُورَ ( ودبروا لك الحيل والمكايد، دوَّروا الآراء في إبطال أمرك. وقرىء ؛ ( وقلبوا ) بالتخفيف ) حَتَّى جَاء الْحَقُّ ( وهو تأييدك ونصرك ) وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ ( وغلب دينه وعلا شرعه.
) وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّى أَلا فِى الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (
التوبة :( ٤٩ ) ومنهم من يقول.....
) ائْذَن لّي ( في القعود ) وَلاَ تَفْتِنّى ( ولا توقعني في الفتنة وهي الإثم، بأن لا تأذن لي فإني إن تخلفت بغير إذنك أثمت. وقيل : ولا تلقني في الهلكة، فإني إذا خرجت معك هلك مالي وعيالي. وقيل : قال الجدّ بن قيس : قد علمت الأنصار أني مستهتر بالنساء فلا