" صفحة رقم ٢٧٠ "
الزهري أنه كتب لعمر بن عبد العزيز تفريق الصدقات على الأصناف الثمانية ) وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا ( السعاة الذين يقبضونها ) وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ( أشراف من العرب كان رسول الله ( ﷺ ) يستألفهم على أن يسلموا فيرضخ لهم شيئاً منها حين كان في المسلمين قلة. والرقاب : المكاتبون يعانون منها. وقيل : الأسارى. وقيل : تبتاع الرقاب فتعتق ) وَالْغَارِمِينَ ( الذين ركبتهم الديون ولا يملكون بعدها ما يبلغ النصاب. وقيل : الذين تحملوا الحمالات فتداينوا فيها وغرموا ) وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ ( فقراء الغزاة والحجيج المنقطع بهم ) وَابْنِ السَّبِيلِ ( المسافر المنقطع عن ماله فهو فقير حيث هو غنيّ حيث ماله ) فَرِيضَةً مّنَ اللَّهِ ( في معنى المصدر المؤكد، لأن قوله إنما الصدقات للفقراء معناه فرض الله الصدقات لهم. وقرىء :( فريضة ) بالرفع على : تلك فريضة. فإن قلت : لم عدل عن اللام إلى ( في ) في الأربعة الأخيرة ؟ قلت : للإيذان بأنهم أرسخ في استحقاق التصدق عليهم ممن سبق ذكره، لأن ( في ) للوعاء، فنبه على أنهم أحقاء بأن توضع فيهم الصدقات ويجعلوا مظنة لها ومصباً، وذلك لما في فكّ الرقاب من الكتابة أو الرقّ أو الأسر، وفي فكّ الغارمين من الغرم من التخليص والإنقاذ، ولجمع الغازي الفقير أو المنقطع في الحج بين الفقر والعبادة، وكذلك ابن السبيل جامع بين الفقر والغربة عن الأهل والمال، وتكرير ( في ) في قوله :) وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ( فيه فضل ترجيح لهذين على الرقاب والغارمين. فإن قلت : فكيف وقعت هذه الآية في تضاعف ذكر المنافقين ومكايدهم ؟ قلت : دلّ بكون هذه الأصناف