" صفحة رقم ٢٧٤ "
وقرىء : إن يعف عن طائفة يعذب طائفة، على البناء للفاعل وهو الله عزّ وجلّ.
) الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِىَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (
التوبة :( ٦٧ ) المنافقون والمنافقات بعضهم.....
) بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ ( أريد به نفي أن يكونوا من المؤمنين، وتكذيبهم في قولهم :) وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ ( ( التوبة : ١٥٦ ) وتقرير قوله :) وَمَا هُم مّنكُمْ ( ( التوبة : ٥٦ ) ثم وصفهم بما يدلّ على مضادة حالهم لحال المؤمنين ) يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ ( بالكفر والمعاصي ) وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ ( عن الإيمان والطاعات ) وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ( شحا بالمبارّ والصدفات والإنفاق في سبيل الله ) نَسُواْ اللَّهَ ( أغفلوا ذكره ) فَنَسِيَهُمْ ( فتركهم من رحمته وفضله ) هُمُ الْفَاسِقُونَ ( هم الكاملون في الفسق الذي هو التمرّد في الكفر والانسلاخ عن كل خير، وكفى المسلم زاجراً أن يلم بما يكسبه هذا الاسم الفاحش الذي وصف الله به المنافقين حين بالغ في ذمهم، وإذا كره رسول الله ( ﷺ ) للمسلم أن يقول كسلت، لأن المنافقين وصفوا بالكسل في قوله :) كُسَالَى ( ( النساء : ١٤٢ ) فما ظنك بالفسق ) خَالِدِينَ فِيهَا ( مقدّرين الخلود ) هِىَ حَسْبُهُمْ ( دلالة على عظم وعذابها، وأنه لا شيء أبلغ منه، وأنه بحيث لا يزاد عليه، نعوذ بالله من سخطه وعذابه ) وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ ( وأهانهم من التعذيب، وجعلهم مذمومين ملحقين بالشياطين الملاعين، كما عظم أهل الجنة وألحقهم بالملائكة المكرمين ) وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ( ولهم نوع من العذاب سوى الصلي بالنار، مقيم كعذاب النار. ويجوز أن يريد : ولهم عذاب مقيم معهم في العاجل لا ينفكون عنه، وهو ما يقاسونه من تعب النفاق، والظاهر المخالف للباطن، خوفاً من المسلمين وما يحذرونه أبداً من الفضيحة ونزول العذاب إن اطلع على أسرارهم.
) كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ أُوْلَائِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدنْيَا وَالاٌّ خِرَةِ وَأُوْلَائِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (
التوبة :( ٦٩ ) كالذين من قبلكم.....
الكاف محلها رفع على : أنتم مثل الذين من قبلكم. أو نصب على : فعلتم ما فعل الذين من قبلكم وهو أنكم استمتعتم وخضتم كما استمتعوا وخاضوا. ونحوه قول النمر : كَالْيَوْمِ مَطْلُوباً وَلاَ طَلَبَا ;