" صفحة رقم ٣٢٥ "
فَلَوْ بَغَى جَبَلٌ يَوْماً عَلَى جَبَل
لانْدَكَّ مِنْهُ أَعَالِيهِ وَأَسْفَلُه
وعن محمد بن كعب : ثلاث من كنّ فيه كنّ عليه : البغي والنكث والمكر. قال الله تعالى :) إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُمْ (.
) إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَآءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الاٌّ رْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالاٌّ نْعَامُ حَتَّى إِذَآ أَخَذَتِ الاٌّ رْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَآ أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَآ أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالاٌّ مْسِ كَذالِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (
يونس :( ٢٤ ) إنما مثل الحياة.....
هذا من التشبيه المركب، شبهت حال الدنيا في سرعة تقضيها وانقراض نعيمها بعد الإقبال، بحال نبات الأرض في جفافه وذهابه حطاماً بعد ما التف وتكاثف، وزين الأرض بخضرته ورفيفه ) فَاخْتَلَطَ بِهِ ( فاشتبك بسببه حتى خالط بعضه بعضاً ) أَخَذَتِ الاْرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ ( كلام فصيح : جعلت الأرض آخذة زخرفها على التمثيل بالعروس، إذا أخذت الثياب الفاخرة من كل لون، فاكتستها وتزينت بغيرها من ألوان الزين. وأصل ) ازّينت ( تزينت، فأدغم. وبالأصل قرأ عبد الله. وقرىء :( وأزينت )، أي أفعلت، من غير إعلال الفعل كأغيلت أي صارت ذات زينة. وازيانت، بوزن ابياضت ) أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ( متمكنون من منفعتها محصلون لثمرتها، رافعون لعلتها ) أَتَاهَا أَمْرُنَا ( وهو ضرب زرعها ببعض العاهات بعد أمنهم واستيقانهم أنه قد سلم ) فَجَعَلْنَاهَا ( فجعلنا زرعها ) حَصِيداً ( شبيهاً بما يحصد من الزرع في قطعه واستئصاله ) كَأَن لَّمْ تَغْنَ ( كأن لم يغن زرعها، أي لم ينبت على حذف المضاف في هذه المواضع لا بدّ منه، وإلاّ لم يستقم المعنى. وقرأ الحسن :( كأن لم يغن ) بالياء على أن الضمير للمضاف المحذوف، الذي هو الزرع. وعن مروان أنه قرأ على المنبر :( كأن لم تتغن ) بالأمس، من قول الأعشى : طَوِيلُ الثّوَاءِ طَوِيلُ التَّغَنِّي ;
والأمس مثل في الوقت القريب كأنه قيل : كأن لم تغن آنفاً.
) وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (
يونس :( ٢٥ ) والله يدعو إلى.....
) دَارُ السَّلَامِ ( الجنة، أضافها إلى اسمه تعظيماً لها. وقيل السلام السلامة ؛ لأنّ أهلها


الصفحة التالية
Icon