" صفحة رقم ٣٣٢ "
) وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّى عَمَلِى وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّآ أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِىءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ (
يونس :( ٤١ ) وإن كذبوك فقل.....
) وَإِن كَذَّبُوكَ ( وإن تموا على تكذيبك ويئست من إجابتهم، فتبرأ منهم وخلهم فقد أعذرت، كقوله تعالى :) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنّى بَرِىء ( ( الشعراء : ٢١٦ ) وقيل : هي منسوخة بآية السيف.
) وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِى الْعُمْىَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ (
يونس :( ٤٢ ) ومنهم من يستمعون.....
) وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ( معناه : ومنهم ناس يستمعون إليك إذا قرآت القرآن وعلمت الشرائع، ولكنهم لا يعون ولا يقبلون وناس ينظرون إليك ويعاينون أدلة الصدق وأعلام النبوة ولكنهم لا يصدقون. ثم قال : أتطمع أنك تقدر على إسماع الصم ولو انضم إلى صممهم عدم عقولهم ؛ لأن الأصم العاقل ربما تفرّس واستدلّ إذا وقع في صماخه دويّ الصوت، فإذا اجتمع سلب السمع والعقل جميعاً فقد تمّ الأمر. وأتحسب أنك تقدر على هداية العمي ولو انضم إلى العمى وهو فقد البصر فقد البصيرة ؛ لأن الأعمى الذي له في قلبه بصيرة قد يحدس ويتظنن. وأما العمى مع الحمق فجهد البلاء، يعني أنهم في اليأس من أن يقبلوا ويصدقوا، كالصمّ والعمي الذين لا بصائر لهم ولا عقول. وقوله :) أَفَأَنتَ أَفَأَنتَ ( دلالة على أنه لا يقدر على إسماعهم وهدايتهم إلاّ الله عزّ وجلّ بالقسر والإلجاء، كما لا يقدر على ردّ الأصم والأعمى المسلوبي العقل حديدي السمع والبصر راجحي العقل، إلاّ هو وحده.
) إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَاكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (
يونس :( ٤٤ ) إن الله لا.....
) إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا ( أي لا ينقصهم شيئاً مما يتصل بمصالحهم من بعثة الرسل وإنزال الكتب، ولكنهم يظلمون أنفسهم بالكفر والتكذيب، ويجوز أن يكون وعيداً للمكذبين، يعني : أن ما يلحقهم يوم القيامة من العذاب لاحق بهم على سبيل العدل والاستيجاب. ولا يظلمهم الله به، ولكنهم ظلموا أنفسهم باقتراف ما كان سبباً فيه.
) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ اللَّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (
يونس :( ٤٥ ) ويوم يحشرهم كأن.....
) إِلاَّ سَاعَةً مّنَ النَّهَارِ ( يستقربون وقت لبثهم في الدنيا. وقيل : في القبور، لهول ما يرون ) يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ( يعرف بعضهم بعضاً، كأنهم لم يتفارقوا إلاّ قليلاً، وذلك عند