" صفحة رقم ٣٥ "
اتخذوا ما هو لعب ولهو من عبادة الأصنام وغيرها ديناً لهم. واتخذوا دينهم الذي كلفوه ودعوا إليه وهو دين الإسلام لعباً ولهواً، حيث سخروا به واستهزؤا. وقيل : جعل الله لكل قوم عيداً يعظمونه ويصلون فيه ويعمرونه بذكر الله والناس كلهم من المشركين وأهل الكتاب اتخذوا عيدهم لعباً ولهواً، وغير المسلمين فإنهم اتخذوا عيدهم كما شرعه الله. ومعنى ( ذرهم ) أعرض عنهم، ولا تبال بتكذيبهم واستهزائهم ولا تشغل قلبك بهم، ) وَذَكّرْ بِهِ ( أي : بالقرآن ) أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ ( مخافة أن تسلم إلى الهلكة والعذاب وترتهن بسوء كسبها. وأصل الإبسال المنع، لأن المسلم إليه يمنع المسلم، قال : وَإبْسَالِي بَنِيَّ بِغَيْرِ جُرْم
بَعَوْنَاهُ وَلاَ بِدَمٍ مُرَاقِ
ومنه : هذا عليك بسل، أي حرام محظور. والباسل : الشجاع لامتناعه من قرنه، أو لأنه شديد البسور. يقال : بسر الرجل إذا اشتد عبوسه. فإذا زاد قالوا : بسل. والعابس : منقبض الوجه ) وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا ( وإن تفد كل فداء، والعدل الفدية. لأن الفادي يعدل المفدي بمثله. وكلّ عدل : نصب على المصدر. وفاعل ) يُؤْخَذْ ( قوله :) مِنْهَآ ( لا ضمير العدل لأن العدل ههنا مصدر فلا يسند إليه الأخذ. وأما في قوله تعالى :) وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ ( ( البقرة : ٤٨ ) فبمعنى المفديّ به، فصحّ إسناده إليه ) أُوْلَائِكَ ( إشارة إلى المتخذين دينهم لعباً ولهواً. قيل : نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين دعاه ابنه عبد الرحمن إلى عبادة الأوثان.


الصفحة التالية
Icon