" صفحة رقم ٣٦٧ "
يَنْفَعُ الطَّيِّبُ الْقَلِيلُ مِنَ الرِّز
قِ وَلاَ يَنْفَعُ الْكَثِيرُ الْخَبِيتُ
وقيل : التاء فيه بدل من الثاء.
) مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالاٌّ عْمَى وَالاٌّ صَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (
هود :( ٢٤ ) مثل الفريقين كالأعمى.....
شبه فريق الكافرين بالأعمى والأصم، وفريق المؤمنين بالبصير والسميع، وهو من اللف والطباق. وفيه معنيان : أن يشبه الفريق تشبيهين اثنين، كما شبه امرؤ القيس قلوب الطير بالحشف والعناب، وأن يشبهه بالذي جمع بين العمى والصمم، أو الذي جمع بين البصر والسمع. على أن تكون الواو في ) وَالاْصَمِّ ( وفي ) وَالسَّمِيعِ ( لعطف الصفة على الصفة، كقوله : الصَّابِحِ فَالْغَانِمِ فَالآيِبِ ;
) هَلْ يَسْتَوِيَانِ ( يعني الفريقين ) مَثَلاً ( تشبيهاً.
) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنَّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (
هود :( ٢٥ ) ولقد أرسلنا نوحا.....
أي أرسلنا نوحاً بأني لكم نذير. ومعناه أرسلناه ملتبساً بهذا الكلام، وهو قوله :) إِنَّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ( بالكسر، فلما اتصل به الجارّ فتح كما فتح في ) كَانَ ( والمعنى على الكسر، وهو قولك : إنّ زيداً كالأسد. وقرىء بالكسر على إرادة القول ) أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ( بدل من ) إِنَّى لَكُمْ نَذِيرٌ ( أي أرسلناه بأن لا تعبدوا ) إِلاَّ اللَّهُ ( أو تكون ( أن ) مفسرة متعلقة بأرسلنا أو بنذير وصف اليوم بأليم من الإسناد المجازي لوقوع الألم فيه. فإن قلت : فإذا وصف به العذاب ؟ قلت : مجازي مثله، لأنّ الأليم في الحقيقة هو العذاب، ونظيرهما قولك : نهارك صائم، وجدّ جدّه.
) فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِىَ الرَّأْى وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ( ٧ )
هود :( ٢٧ ) فقال الملأ الذين.....


الصفحة التالية
Icon