" صفحة رقم ٣٨ "
عليه قوله ) بِالْحَقّ ( كأنه قيل : وحين يكوّن ويقدّر يقوم بالحق ) عَالِمُ الْغَيْبِ ( هو عالم الغيب، وارتفاعه على المدح.
) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لاًّبِيهِ ءَازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً ءَالِهَةً إِنِّى أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَاذَا رَبِّى فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الاٌّ فِلِينَ فَلَمَّآ رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَاذَا رَبِّى فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِى رَبِّى لاّكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّآلِّينَ فَلَماَّ رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَاذَا رَبِّى هَاذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ ياقَوْمِ إِنِّى بَرِىءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّى وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذِى فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( ٧ )
الأنعام :( ٧٤ ) وإذ قال إبراهيم.....
) ءَازَرَ ( اسم أبي إبراهيم عليه السلام. وفي كتب التواريخ أنّ اسمه بالسريانية تارح. والأقرب أن يكون وزن ) ءَازَرَ ( فاعل مثل تارح وعابر وعازر وشالخ وفالغ وما أشبهها من أسمائهم، وهو عطف بيان لأبيه. وقرىء :( آزر ) بالضم على النداء. وقيل :( آزر ) اسم صنم، فيجوز أن ينبز به للزومه عبادته، كما نبز ابن قيس بالرقيات اللاتي كان يشبب بهنّ، فقيل : ابن قيس الرقيات. وفي شعر بعض المحدثين : أُدْعَى بَأَسْمَاءَ نَبْزاً في قَبَائِلِهَا
كَأَنَّ أَسْمَاءَ أَضْحَتْ بَعْدُ أَسْمَائِي
أو أريد عابد آزر، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. وقرىء :( ءأزر ) تتخذ أصناماً آلهة بفتح الهمزة وكسرها بعد همزة الاستفهام وزاي ساكنة وراء منصوبة منونة، وهو اسم صنم. ومعناه : أتعبد آزراً على الإنكار ؟ ثم قال : تتخذ أصناماً آلهة تثبيتاً لذلك وتقريراً، وهو داخل في حكم الإنكار، لأنه كالبيان له ) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ ( عطف على قال إبراهيم لأبيه : وقوله :) وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْراهِيمَ ( جملة معترض بها بين المعطوف والمعطوف عليه. والمعنى : مثل ذلك التعريف والتبصير نعرف إبراهيم ونبصره. ملكوت السماوات والأرض : يعني الربوبية والإلاهية ونوفقه لمعرفتها ونرشده بما شرحنا صدره وسدّدنا نظره وهديناه لطريق الاستدلال. وليكون من الموقنين : فعلنا ذلك. ونري : حكاية حال ماضية، وكان أبوه


الصفحة التالية
Icon