" صفحة رقم ٣٩٣ "
روايتان : روي أنه أخرجها معهم، وأمر أن لا يلتفت منهم أحد إلا هي، فلما سمعت هدّة العذاب التفتت وقالت : يا قوماه، فأدركها حجر فقتلها. وروي أنه أمر بأن يخلفها مع قومها، فإن هواها إليهم، فلم يسر بها. واختلاف القراءتين لاختلاف الروايتين.
) فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِى مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (
هود :( ٨٢ - ٨٣ ) فلما جاء أمرنا.....
) جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا ( جعل جبريل جناحه في أسفلها، ثم رفعها إلى السماء حتى سمع أهل السما نباح الكلاب وصياح الديكة، ثم قلبها عليهم وأتبعوا الحجارة من فوقهم ) مّن سِجّيلٍ ( قيل هي كلمة معربة من سنككل، بدليل قوله :) حِجَارَةً ( من طين وقيل : هي من أسجله ؛ إذا أرسله لأنها ترسل على الظالمين. ويدل عليه قوله :) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً ( ( الذاريات : ٣٣ ) وقيل : مما كتب الله أن يعذب به من السجل، وسجل لفلان ) مَّنْضُودٍ ( نضد في السماء نضداً معدّاً للعذاب. وقيل يرسل بعضه في أثر بعض متتابعاً ) مُّسَوَّمَةً ( معلمة للعذاب وعن الحسن كانت معلمة ببياض وحمرة وقيل عليها سيماً يعلم بها أنها ليست من حجارة الأرض. وقيل : مكتوب على كل واحد اسم من يرمي به ) وَمَا هِىَ ( من كل ظالم ببعيد. وفيه وعيد لأهل مكة. وعن رسول الله ( ﷺ ) :
( ٥٢٧ ) أنه سأل جبريل عليه السلام ؟ فقال : يعني ظالمي أمّتك، ما من ظالم منهم إلا وهو بعرض حجر يسقط عليه من ساعة إلى ساعة. وقيل الضمير للقرى، أي هي قريبة من ظالمي مكة يمرون بها في مسايرهم ) بِبَعِيدٍ ( بشيء بعيد. ويجوز أن يراد : وما هي بمكان بعيد ؛ لأنها وإن كانت في السماء وهي مكان بعيد، إلا أنها إذا هوت منها فهي أسرع شيء لحوقاً بالمرمى، فكأنها بمكان قريب منه.
) وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ ياقَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَاهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّى أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ وَياقَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى الاٌّ رْضِ مُفْسِدِينَ بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (
هود :( ٨٤ ) وإلى مدين أخاهم.....
) إِنّى أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ ( يريد : بثروة واسعة تغنيكم عن التطفيف. أو أراكم بنعمة من الله حقها أن تقابل بغير ما تفعلون. أو أراكم بخير فلا تزيلوه عنكم بما أنتم عليه، كقول


الصفحة التالية
Icon