" صفحة رقم ٣٩٧ "
الأوثان والكف عن المعاصي والأنبياء لا يبعثون إلا لذلك يقال : خالفني فلان إلى كذا : إذا قصده وأنت مول عنه، وخالفني عنه إذا ولي عنه وأنت قاصده. ويلقاك الرجل صادراً عن الماء فتسأله عن صاحبه فيقول : خالفني إلى الماء، يريد أنه قد ذهب إليه وارداً وأنا ذاهب عنه صادراً. ومنه قوله تعالى :) وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ( يعني أن أسبقكم إلى شهواتكم التي نهيتكم عنها، لأستبد بها دونكم ) إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلَاحَ ( ما أريد إلا أن أصلحكم بموعظتي ونصيحتي وأمري بالمعروف ونهي عن المنكر ) مَا اسْتَطَعْتُ ( ظرف، أي : مدّة استطاعتي للإصلاح، وما دمت متمكنا منه لا آلو فيه جهداً. أو بدل من الإصلاح، أي : المقدار الذي استطعته منه. ويجوز أن يكون على تقدير حذف المضاف على قولك : إلا الإصلاح إصلاح ما استطعت. أو مفعول له كقوله : ضَعِيفُ النِّكَايةِ أَعْدَاءَهُ ;
أي ما أريد إلا أن أصلح ما استطعت إصلاحه من فاسدكم ) وَمَا تَوْفِيقِى إِلاَّ بِاللَّهِ ( وما كوني موفقاً لإصابة الحق فيما آتي وأذر، ووقوعه موافقاً لرضا الله إلا بمعونته وتأييده والمعنى : أنه استوفق ربه في إمضاء الأمر على سننه، وطلب منه التأييد والإظهار على عدوّه، وفي ضمنه تهديد للكفار وحسم لأطماعهم فيه.
) وَياقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِى أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّى رَحِيمٌ وَدُودٌ (
هود :( ٨٩ ) ويا قوم لا.....
(جرم ) مثل كسب في تعديه إلى مفعول واحد، وإلى مفعولين تقول : جرم ذنباً وكسبه، وجرمته ذنباً وكسبته إياه، قال :


الصفحة التالية
Icon