" صفحة رقم ٤٠٧ "
كما وفينا آباءهم أنصباءهم. فإن قلت : كيف نصب ) غَيْرَ مَنقُوصٍ ( حالاً عن النصيب الموفى ؟ قلت : يجوز أن يوفى وهو ناقص، ويوفى وهو كامل. ألا تراك تقول. وفيته شطر حقه، وثلث حقه، وحقه كاملاً وناقصاً.
) وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (
هود :( ١١٠ ) ولقد آتينا موسى.....
) فَاخْتُلِفَ فِيهِ ( آمن به قوم وكفر به قوم، كما اختلف في القرآن ) وَلَوْلاَ كَلِمَةُ ( يعني كلمة الإنظار إلى يوم القيامة ) لَّقُضِىَ بِيْنَهُمْ ( بين قوم موسى أو قومك. وهذه من جملة التسلية أيضاً.
) وَإِنَّ كُلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (
هود :( ١١١ ) وإن كلا لما.....
وَإِنَّ كُلاًّ ( التنوين عوض من المضاف إليه، يعني : وإنّ كلهم، وإنَّ جميع المختلفين فيه ) لَيُوَفّيَنَّهُمْ ( جواب قسم محذوف. واللام في ) لَّمَّا ( موطئة للقسم، و ) مَا ( مزيدة والمعنى : وإنّ جميعهم والله ليوفينهم ) رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ( من حسن وقبيح وإيمان وجحود. وقرىء :( وإن كلا ) بالتخفيف على إعمال المخففة عمل الثقيلة، اعتباراً لأصلها الذي هو التثقيل. وقرأ أبيّ :( وإن كل لما ليوفينهم ) على أنّ إن نافية. ولما بمعنى إلا. وقراءة عبد الله مفسرة لها. وإن كل إلا ليوفينهم، وقرأ الزهري وسليمان بن أرقم ( وإن كلا لما ليوفينهم ) بالتنوين، كقوله :) أَكْلاً لَّمّاً ( ( الفجر : ١٩ ) والمعنى : وإن كلا ملمومين، بمعنى مجموعين، كأنه قيل : وإنّ كلا جميعاً، كقوله :) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ( ( الحجر : ٣٠ ).
) فَاسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (
هود :( ١١٢ ) فاستقم كما أمرت.....
) فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ( فاستقم استقامة مثل الاستقامة التي أمرت بها على جادّة الحق، غير عادل عنها ) وَمَن تَابَ مَعَكَ ( معطوف على المستتر في استقم. وإنما جاز العطف عليه ولم يؤكد بمنفصل لقيام الفاصل مقامه. والمعنى : فاستقم أنت وليستقم من تاب على الكفر وآمن معك ) وَلاَ تَطْغَوْاْ ( ولا تخرجوا عن حدود الله ) إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( عالم فهو مجازيكم به، فاتقوه. وعن ابن عباس :


الصفحة التالية
Icon