" صفحة رقم ٤١١ "
( ٥٣٤ ) وروي أنه أتى أبا بكر فأخبره فقال : استر على نفسك وتب إلى الله، فأتى عمر رضي الله عنه فقال له مثل ذلك، ثم أتى رسول الله ( ﷺ ) فنزلت، فقال عمر : أهذا له خاصة أم للناس عامة ؟ فقال : بل للناس عامة وروي أنّ رسول الله ( ﷺ ) قال له :
( ٥٣٥ ) توضأ وضوءاً حسناً وصل ركعتين ) إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيّئَاتِ ( ) ذالِكَ ( إشارة إلى قوله ) فَاسْتَقِمْ ( فما بعده ) ذِكْرَى لِلذكِرِينَ ( عظة للمتعظين.
) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (
هود :( ١١٥ ) واصبر فإن الله.....
ثم كرّ إلى التذكير بالصبر بعد ما جاء بما هو خاتمة للتذكير، وهذا الكرور لفضل خصوصية ومزية وتنبيه على مكان الصبر ومحله، كأنه قال : وعليك بما هو أهمّ مما ذكرت به وأحق بالتوصية، وهو الصبر على امتثال ما أمرت به والانتهاء عما نهيت عنه، فلا يتم شيء منه إلا به ) فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ( جاء بما هو مشتمل على الاستقامة وإقامة الصلوات والانتهاء عن الطغيان والركون إلى الظالمين والصبر وغير ذلك من الحسنات.
) فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِى الاٌّ رْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ (
هود :( ١١٦ ) فلولا كان من.....
) فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ ( فهلا كان وقد حكوا عن الخليل : كل ( لولا ) في القرآن فمعناها ( هلا ) إلا التي في الصافات، وما صحت هذه الحكاية ففي غير الصافات ) لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مّن رَّبّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء ( ( القلم : ٤٩ )، ) وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ ( ( الفتح : ٢٥ )، ) وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ ( ( الإسراء : ٧٤ )، ) أُوْلُو بَقِيَّتُ ( أولو فضل وخير. وسمى الفضل والجودة بقية لأنّ الرجل يستبقي مما يخرجه أجوده وأفضله، فصار مثلاً في


الصفحة التالية
Icon