" صفحة رقم ٤٢١ "
ّ زيادة محبته لهما أمر ثابت لا شبهة فيه ) وَأَخُوهُ ( هو بنيامين. وإنما قالوا أخوه وهم جيمعاً إخوته، لأنّ أمّهما كانت واحدة. وقيل ) أَحَبُّ ( في الاثنين، لأن أفعل من لا يفرّق فيه بين الواحد وما فوقه، ولا بين المذكر والمؤنث إذا كان معه ( من ) ولا بد من الفرق مع لام التعريف، وإذا أضيف جاز الأمران. والواو في ) وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ( واو الحال. يعني : أنه يفضلهما في المحبة علينا، وهما اثنان صغيران لا كفاية فيهما ولا منفعة، ونحن جماعة عشرة رجال كفأة نقوم بمرافقه، فنحن أحقّ بزيادة المحبة منهما، لفضلنا بالكثرة والمنفعة عليهما ) إِنَّ أَبَانَا لَفِى ضَلالٍ مُّبِينٍ ( أي في ذهاب عن طريق الصواب في ذلك. والعصبة والعصابة : العشرة فصاعداً. وقيل : إلى الأربعين، سموا بذلك لأنهم جماعة تعصب بهم الأمور ويستكفون النوائب. وروي النزال بن سبرة عن عليّ رضي الله عنه :( ونحن عصبة )، بالنصب. وقيل : معناه ونحن نجتمع عصبة. وعن ابن الأنباري هذا كما تقول العرب ؛ إنما العامري عمته، أي يتعهد عمته.
) اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (
يوسف :( ٩ ) اقتلوا يوسف أو.....
) اقْتُلُواْ يُوسُفَ ( من جملة ما حكى بعد قوله : إذ قالوا : كأنهم أطبقوا على ذلك إلا من قال ) لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ ( وقيل : الآمر بالقتل شمعون، وقيل : دان، والباقين كانوا راضين، فجعلوا آمرين ) أَرْضًا ( أرضاً منكورة مجهولة بعيدة من العمران، وهو معنى تنكيرها وإخلائها من الوصف، ولإبهامها من هذا الوجه نصبت نصب الظروف المبهمة ) يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ ( يقبل عليكم إقبالة واحدة لا يلتفت عنكم إلى غيركم. والمراد : سلامة محبته لهم ممن يشاركهم فيها وينازعهم إياها، فكان ذكر الوجه لتصوير معنى إقباله عليهم ؛ لأنّ الرجل إذا أقبل على الشيء أقبل بوجهه. ويجوز أن يراد بالوجه الذات، كما قال تعالى :) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبّكَ ( ( الرحمن : ٢٧ ) وقيل ) يَخْلُ لَكُمْ ( يفرغ لكم من الشغل بيوسف ) مِن بَعْدِهِ ( من بعد يوسف، أي من بعد كفايته بالقتل أو التغريب، أو يرجع الضمير إلى مصدر اقتلوا أو اطرحوا ) قَوْمًا صَالِحِينَ ( تائبين إلى الله مما جنيتم عليه. أو يصلح ما بينكم وبين أبيكم بعذر تمهدونه. أو تصلح دنياكم وتنتظم أموركم بعده بخلوّ وجه أبيكم. و ) تَكُونُواْ ( إمّا مجزوم عطفاً على ) يَخْلُ لَكُمْ ( أو منصوب بإضمار أن والواو بمعنى مع، كقوله :) وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ ( ( البقرة : ٤٢ ).