" صفحة رقم ٤٢٣ "
وإنما سموه لعباً لأنه في صورته.
) قَالَ إِنِّى لَيَحْزُنُنِى أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (
يوسف :( ١٣ ) قال إني ليحزنني.....
) لَيَحْزُنُنِى ( اللام لام الابتداء، كقوله :) إِنَّ رَبَّكَ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ( ( النحل : ١٢٤ ) ودخوها أحد ما ذكره سيبويه من سببي المضارعة. اعتذر إليهم بشيئين، أحدهما : أنّ ذهابهم به ومفارقته إياه مما يحزنه، لأنه كان لا يصبر عنه ساعة. والثاني : خوفه عليه من عدوة الذئب إذا غفلوا عنه برعيهم ولعبهم، أوقلّ به اهتمامهم ولم تصدق بحفظه عنايتهم. وقيل : رأى في النوم أنّ الذئب قد شدّ على يوسف فكان يحذره، فمن ثم قال ذلك فلقنهم العلة، وفي أمثالهم : البلاء موكل بالمنطق. وقرىء :( الذئب ) بالهمزة على الأصل وبالتخفيف. وقيل : اشتقاقه من تذاءبت الريح إذا أتت من كل جهة.
) قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّآ إِذَا لَّخَاسِرُونَ (
يوسف :( ١٤ ) قالوا لئن أكله.....
القسم محذوف تقديره : والله ) لَئِنْ أَكَلَهُ الذّئْبُ ( واللام موطئة للقسم. وقوله :) إِنَّا إِذَا لَّخَاسِرُونَ ( جواب للقسم مجزىء عن جزاء الشرط، والواو في ) وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ( واو الحال : حلفوا له لئن كان ما خافه من خطفة الذئب أخاهم من بينهم وحالهم أنهم عشرة رجال، بمثلهم تعصب الأمور وتكفي الخطوب إنهم إذاً لقوم خاسرون، أي هالكون ضعفاً وخوراً وعجزاً. أو مستحقون أن يهلكوا لأنه لا غناء عندهم ولا جدوى في حياتهم. أو مستحقون لأن يدعي عليهم بالخسارة والدّمار، وأن يقال : خسرهم الله ودمّرهم حين أكل الذئب بعضهم وهم حاضرون. وقيل : إن لم نقدر على حفظ بعضنا فقد هلكت مواشنا إذاً وخسرناها فإن قلت : قد اعتذر إليهم بعذرين، فلم أجابوا عن أحدهما دون الآخر ؟ قلت : هو الذي كان يغيظهم ويذيقهم الأمّرين فأعاروه آذاناً صما ولم يعبؤوا به.
) فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِى غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَاذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (
يوسف :( ١٥ ) فلما ذهبوا به.....
) أَن يَجْعَلُوهُ ( مفعول ) أَجْمَعُواْ ( من قولك : أجمع الأمر وأزمعه ) فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ ( ( يونس : ٧١ ). وقرىء :( في غيابات ) الجب : وقيل هو بئر بيت المقدس. وقيل : بأرض


الصفحة التالية
Icon