" صفحة رقم ٤٢٦ "
) سَوَّلَتْ ( سهلت من السول وهو الاسترخاء، أي : سهلت ) لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ( عظيماً ارتكبتموه من يوسف وهوّنته في أعينكم : استدل على فعلهم به بما كان يعرف من حسدهم وبسلامة القميص. أو أُوحي إليه بأنهم قصدوه ) فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ( خبر أو مبتدأ لكونه موصوفاً أي فأمري صبر جميل، أو فصبر جميل أمثل، وفي قراءة أبيّ :( فصبراً جميلاً ) والصبر الجميل جاء في الحديث المرفوع.
( ٥٤٠ ) ( أنه الذي لا شكوى فيه إلى الخلق ) ألا ترى إلى قوله :) إِنَّمَا أَشْكُو بَثّى وَحُزْنِى إِلَى اللَّهِ ( ( يوسف : ٨٦ ) وقيل : لا أعايشكم على كآبة الوجه، بل أكون لكم كما كنت وقيل : سقط حاجبا يعقوب على عينيه فكان يرفعهما بعصابة، فقيل له : ما هذا ؟ فقال : طول الزمان وكثرة الأحزان. فأوحى الله تعالى إليه : يا يعقوب أتشكوني ؟ قال : يا رب. خطيئة فاغفرها لي ) وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ ( أي أستعينه ) عَلَى ( احتمال ) مَا تَصِفُونَ ( من هلاك يوسف والصبر على الرزء فيه.
) وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يابُشْرَى هَاذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (
يوسف :( ١٩ ) وجاءت سيارة فأرسلوا.....
) وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ ( رفقة تسير من قبل مدين إلى مصر، وذلك بعد ثلاثة أيام من إلقاء يوسف في الجب، فأخطئوا الطريق فنزلوا قريباً منه، وكان الجب في قفرة بعيدة من العمران لم يكن إلا للرعاة. وقيل : كان ماؤها ملحاً. فعذب حين ألقي فيه يوسف ) فَأَرْسَلُواْ ( رجلا يقال له مالك ابن ذعر الخزاعي، ليطلب لهم الماء. والوارد : الذي يرد الماء ليستقي للقوم ) الرّيَاحَ بُشْرىً ( نادى البشرى، كأنه يقول : تعالى، فهذا من آونتك وقرىء :( يا بشراي ) على إضافتها إلى نفسه. وفي قراءة الحسن وغيره :( يا بشرى ) بالياء مكان الألف، جعلت الياء بمنزلة الكسرة قبل ياء الإضافة وهي لغة للعرب مشهورة سمعت أهل السروات يقولون في دعائهم : يا سيدي ومولي. وعن نافع : يا بشراي بالسكون، وليس بالوجه لما فيه من التقاء الساكنين على غير حدّه، إلا أن يقصد الوقف. وقيل : لما أدلى دلوه أي أرسلها في الجب تعلق يوسف بالحبل، فلما خرج إذا هو بغلام أحسن ما يكون، فقال : يا بشراي ) هَاذَا غُلاَمٌ ( وقيل : ذهب به، فلما دنا من أصحابه صاح بذلك يبشرهم به ) وَأَسَرُّوهُ ( الضمير للوارد وأصحابه : أخفوه من الرفقة. وقيل : أخفوا أمره ووجدانهم له في الجب، وقالوا


الصفحة التالية
Icon