" صفحة رقم ٤٣٧ "
وسمي الاغتياب مكراً لأنه في خفية وحالِ غيبة، كما يخفي الماكر مكره. وقيل : كانت استكتمتهنّ سرّها فأفشينه عليها ) أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ ( دعتهنّ. قيل : دعت أربعين امرأة منهنّ الخمس المذكورات ) وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ ( ما يتكئن عليه من نمارق، قصدت بتلك الهيئة وهي قعودهنّ متكئات والسكاكين في أيديهنّ : أن يدهشن ويبتهن عند رؤيته، ويشغلن عن نفوسهنّ فتقع أيديهنّ على أيديهنّ فيقطعنها، لأن المتكىء إذا بهت لشيء وقعت يده على يده، ولا يبعد أن تقصد الجمع بين المكر به وبهنّ، فتضع الخناجر في أيديهنّ ليقطعن أيديهنّ، فتبكتهنّ بالحجة، ولنهول يوسف من مكرها إذا خرج على أربعين نسوة مجتمعات في أيديهنّ الخناجر، وتوهمه أنهنّ يثبن عليه. وقيل : متكأ : مجلس طعام لأنهم كانوا يتكؤن للطعام والشراب والحديث كعادة المترفين، ولذلك. ( ٥٤٢ ) ( نهى أن يأكل الرجل متكئاً ) وأتتهنّ السكاكين ليعالجن بها ما يأكلن. وقيل :) متكأ ( طعاماً، من قولك اتكأنا عند فلان : طمعنا، على سبيل الكناية ؛ لأن من دعوته ليطعم عندك اتخذت له تكأة يتكىء عليها. قال جميل : فَظَلَلْنَا بِنِعْمَةٍ واتَّكَأْنَا
وَشَرِبْنَا الحَلاَلَ مِنْ قُلَلِهْ
وعن مجاهد ) متكأ ( طعاماً يحزّ حزّا، كأن المعنى يعتمد بالسكين ؛ لأنّ القاطع يتكىء على المقطوع بالسكين. وقرىء :( متكا ) بغير همز. وعن الحسن :( متكاء ) بالمدّ، كأنه مفتعال، وذلك لإشباع فتحة الكاف، كقوله ( بمُنْتزاحِ ) بمعنى بمنتزح. ونحوه