" صفحة رقم ٤٤٥ "
) وَقَالَ لِلَّذِى ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِى عِندَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِى السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (
يوسف :( ٤٢ ) وقال للذي ظن.....
) ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ ( الظانّ هو يوسف إن كان تأويله بطريق الاجتهاد، وإن كان بطريق الوحي فالظان هو الشرابي، ويكون الظنّ بمعنى اليقين ) اذْكُرْنِى عِندَ رَبّكَ ( صفني عند الملك بصفتي، وقص عليه قصتي لعله يرحمني وينتاشني من هذه الورطة ) فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ( فأنسى الشرابي ) ذِكْرَ رَبّهِ ( أن يذكره لربه. وقيل فأنسي يوسف ذكر الله حين وكل أمره إلى غيره ) بِضْعَ سِنِينَ ( البضع ما بين الثلاث إلى التسع، وأكثر الأقاويل على أنه لبث فيه سبع سنين. فإن قلت : كيف يقدر الشيطان على الإنسان ؟ قلت : يوسوس إلى العبد بما يشغله عن الشيء من أسباب النسيان، حتى يذهب عنه ويزل عن قلبه ذكره، وأما الإنساء ابتداء فلا يقدر عليه إلا الله عز وجل ) مَا نَنسَخْ مِنْ ءايَةٍ أَوْ نُنسِهَا ( ( البقرة : ١٠٦ ). فإن قلت : ما وجه إضافة الذكر إلى ربه إذا أريد به الملك ؟ وما هي بإضافة المصدر إلى الفاعل ولا إلى المفعول ؟ قلت : قد لابسه في قولك : فأنساه الشيطان ذكر ربه، أو عند ربه فجازت إضافته إليه، لأنّ الإضافة تكون بأدنى ملابسة. أو على تقدير : فأنساه الشيطان ذكر أخبار ربه، فحذف المضاف الذي هو الإخبار. فإن قلت : لم أنكر على يوسف الاستعانة بغير الله في كشف ما كان فيه، وقد قال الله تعالى :) وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِ وَالتَّقْوَى ( ( المائدة : ٢ ) وقال حكاية عن عيسى عليه السلام ) مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللَّهِ ( ( آل عمران : ٥٢ ) وفي الحديث.
( ٥٤٤ ) ( الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه المسلم ).
( ٥٤٥ ) ( من فرّج عن مؤمن كربة فرّج الله عنه كربة من كربات الآخرة ) وعن عائشة رضي الله عنها :
( ٥٤٦ ) ( أنّ رسول الله ( ﷺ ) لم يأخذه النوم ليلة من الليالي، وكان يطلب من يحرسه