" صفحة رقم ٤٥٦ "
خوَّلني فما ترى قال الرأي رأيك : قال : فإني أشهد الله وأشهدك أني أعتقت أهل مصر عن آخرهم، ورددت عليهم أملاكهم، وكان لا يبيع من أحد من الممتارين أكثر من حمل بعير، تقسيطاً بين الناس. وأصاب أرض كنعان وبلاد الشام نحو ما أصاب أرض مصر، فأرسل يعقوب بنيه ليمتاروا واحتبس بنيامين ) بِرَحْمَتِنَا ( بعطائنا في الدنيا من الملك والغنى وغيرهما من النعم ) مَّن نَّشَاء ( من اقتضت الحكمة أن نشاء له ذلك ) وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ( أن نأجرهم في الدنيا.
) وَلاّجْرُ الاٌّ خِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (
يوسف :( ٥٧ ) ولأجر الآخرة خير.....
) وَلاَجْرُ الاْخِرَةِ خَيْرٌ ( لهم. قال سفيان بن عيينة : المؤمن يثاب على حسناته في الدنيا والآخرة، والفاجر يعجل له الخير في الدنيا، وما له في الآخرة من خلاق، وتلا هذه الآية.
) وَجَآءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (
يوسف :( ٥٨ ) وجاء إخوة يوسف.....
لم يعرفوه لطول العهد ومفارقته إياهم في سنّ الحداثة، ولاعتقادهم أنه قد هلك، ولذهابه عن أوهامهم لقلة فكرهم فيه واهتمامهم بشأنه، ولبعد حاله التي بلغها من الملك والسلطان عن حاله التي فارقوه عليها طريحاً في البئر، مشرياً بدراهم معدودة، حتى لو تخيل لهم أنه هو لكذبوا أنفسهم وظنونهم، ولأنّ الملك مما يبدّل الزيّ ويلبس صاحبه من التهيب والاستعظام ما ينكر له المعروف. وقيل : رأوه على زيّ فرعون عليه ثياب الحرير جالساً على سرير في عنقه طوق من ذهب وعلى رأسه تاج، فما خطر ببالهم أنه هو. وقيل : ما رأوه إلا من بعيد بينهم وبينه مسافة وحجاب، وما وقفوا إلا حيث يقف طلاب الحوائج، وإنما عرفهم لأنه فارقهم وهم رجال ورأى زيهم قريباً من زيهم إذ ذاك، ولأنّ همته كانت معقودة بهم وبمعرفتهم، فكان يتأمّل ويتفطن. وعن الحسن : ما عرفهم حتى تعرّفوا له.
) وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِى بِأَخٍ لَّكُمْ مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّى أُوفِى الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ فَإِن لَّمْ تَأْتُونِى بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِى وَلاَ تَقْرَبُونِ (
يوسف :( ٥٩ ) ولما جهزهم بجهازهم.....
) وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ ( أي أصلحهم بعدّتهم وهي عدّة السفر من الزاد وما يحتاج إليه المسافرون وأوقر ركائبهم بما جاؤا له من الميرة. وقرىء :( بجهازهم ) بكسر الجيم ) قَالَ ائْتُونِى بِأَخٍ لَّكُمْ مّنْ أَبِيكُمْ ( لا بد من مقدمة سبقت له معهم، حتى اجتر القول هذه المسئلة.