" صفحة رقم ٤٦١ "
رحله، وتضاعف المصيبة على أبيهم ) إِلاَّ حَاجَةً ( استثناء منقطع. على معنى : ولكن حاجة ) فِى نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا ( وهي شفقته عليهم وإظهارها بما قاله لهم ووصاهم به ) وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ ( يعني قوله :) وَمَا أُغْنِى عَنكُمْ ( وعلمه بأن القدر لا يغني عنه الحذر.
) وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّى أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (
يوسف :( ٦٩ ) ولما دخلوا على.....
) اوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ ( ضم إليه بنيامين. وروي أنهم قالوا له : هذا أخونا قد جئناك به، فقال لهم : أحسنتم وأصبتم، وستجدون ذلك عندي، فأنزلهم وأكرمهم، ثم أضافهم وأجلس كل اثنين منهم على مائدة فبقي بنيامين وحده فبكى وقال : لو كان أخي يوسف حياً لأجلسني معه، فقال يوسف : بقي أخوكم وحيداً، فأجلسه معه على مائدته وجعل يواكله، قال : أنتم عشرة فلينزل كل اثنين منكم بيتاً، وهذا لا ثاني له فيكون معي، فبات يوسف يضمه إليه ويشم رائحته حتى أصبح، وسأله عن ولده فقال : لي عشرة بني اشتققت أسماءهم من اسم أخ لي هلك، فقال له : أتحب أن أكون أخاك بدل أخيك الهالك ؟ قال : من يجد أخا مثلك، ولكن لم يلدك يعقوب ولا راحيل، فبكى يوسف وقام إليه وعانقه وقال له ) إِنّى أَنَاْ أَخُوكَ ( يوسف ) فَلاَ تَبْتَئِسْ ( فلا تحزن ) بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ( بنا فيما مضى، فإن الله قد أحسن إلينا وجمعنا على خير، ولا تعلمهم بما أعلمتك. وعن ابن عباس : تعرّف إليه وعن وهب : إنما قال له : أنا أخوك بدل أخيك المفقود، فلا تبتئس بما كنت تلقى منهم من الحسد والأذى فقد أمنهم. وروي أنه قال له : أنا لا أفارقك. قال : قد علمت اغتمام والدي بي، فإذا حبستك ازداد غمه، ولا سبيل إلى ذلك إلا أن أنسبك إلى ما لا يجمل. قال : لا أبالي فافعل ما بدا لك. قال : فإني أدس صاعي في رحلك، ثم أنادي عليك بأنك قد سرقته، ليتهيأ لي ردّك بعد تسريحك معهم. قال : افعل.
) فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِى رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِمْ مَّاذَا تَفْقِدُونَ قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ (
يوسف :( ٧٠ ) فلما جهزهم بجهازهم.....
) السّقَايَةَ ( مشربة يسقى بها وهي الصواع. قيل : كان يسقى بها الملك، ثم جعلت صاعاً يكال به. وقيل : كانت الدواب تسقي بها ويكال بها. وقيل : كانت إناء مستطيلاً يشبه المكوك وقيل : هي المكوك الفارسي الذي يلتقي طرفاه تشرب به الأعاجم. وقيل : كانت من فضة مموّهة بالذهب، وقيل كانت من ذهب. وقيل : كانت مرصعة بالجواهر ) ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذّنٌ ( ثم نادى مناد. يقال : آذنه أعلمه. وأذن : أكثر الإعلام. ومنه المؤذن، لكثرة ذلك منه. روي : أنهم ارتحلوا وأمهلهم يوسف حتى انطلقوا، ثم أمر بهم فأدركوا وحبسوا، ثم


الصفحة التالية
Icon