" صفحة رقم ٤٧٩ "
) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ ( يريد العموم، كقوله :) وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ ( ( هود : ١٧ ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما. أراد أهل مكة، أي وما هم بمؤمنين ) وَلَوْ حَرَصْتَ ( وتهالكت على إيمانهم لتصميمهم على الكفر وعنادهم ) وَمَا تَسْأَلُهُمْ ( على ما تحدثهم به وتذكرهم أن ينيلوك منفعة وجدوى، كما يعطى حملة الأحاديث والأخبار ) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ ( عظة من الله ) لّلْعَالَمِينَ ( عامة، وحث على طلب النجاة على لسان رسول من رسله.
) وَكَأَيِّن مِّن ءَايَةٍ فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (
يوسف :( ١٠٥ ) وكأين من آية.....
) مّنْ ءايَةٍ ( من علامة ودلالة على الخالق وعلى صفاته وتوحيده ) يَمُرُّونَ عَلَيْهَا ( ويشاهدونها وهم معرضون عنها لا يعتبرون بها. وقرىء :( والأرضُ ) بالرفع على الابتداء، ويمرون عليها : خبره، وقرأ السدّي ( والأرضَ ) بالنصب على : ويطؤن الأرض يمرّون عليها. وفي مصحف عبد الله : والأرض يمشون عليها، برفع الأرض، والمراد ما يرون من آثار الأمم الهالكة وغير ذلك من العبر.
) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ (
يوسف :( ١٠٦ ) وما يؤمن أكثرهم.....
) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ ( في إقراره بالله وبأنه خلقه وخلق السموات والأرض، إلا وهو مشرك بعبادته الوثن، وعن الحسن : هم أهل الكتاب معهم شرك وإيمان. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : هم الذين يشبهون الله بخلقه.
) أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (
يوسف :( ١٠٧ ) أفأمنوا أن تأتيهم.....
) غَاشِيَةٌ ( نقمة تغشاهم. وقيل : ما يغمرهم من العذاب ويجللهم وقيل : الصواعق.
) قُلْ هَاذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (
يوسف :( ١٠٨ ) قل هذه سبيلي.....
) هذِهِ سَبِيلِى ( هذه السبيل التي هي الدعوة إلى الإيمان والتوحيد سبيلي. والسبيل والطريق : يذكران ويؤنثان، ثم فسر سبيله بقوله :) ادْعُواْ إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ( أي أدعو إلى دينه مع حجة واضحة غير عمياء. و ) أَنَاْ ( تأكيد للمستتر في ) أَدْعُو (. ) وَمَنِ اتَّبَعَنِى ( عطف عليه. يريد : أدعو إليها أنا، ويدعو إليها من اتبعني ويجوز أن يكون ) أَنَاْ ( مبتدأ، و ) عَلَى بَصِيرَةٍ ( خبراً مقدمّاً، و ) مِنْ اتَّبَعَنِى ( عطفاً على ) أَنَاْ ( إخباراً مبتدأ بأنه ومن اتبعه على حجة وبرهان، لا على هوى، ويجوز أن يكون ) عَلَى بَصِيرَةٍ ( حالاً من ) أَدْعُو ( عاملة الرفع في ) أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِى (، ) وَسُبْحَانَ اللَّهِ ( وأنزهه من الشركاء.
) وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِى إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى الاٌّ رْض