" صفحة رقم ٤٩٠ "
وأرسل على أربد صاعقة فقتلته أخبرنا عن ربنا أمن نحاس هو أم من حديد ؟ ) الْمِحَالِ ( المماحلة، وهي شدّة المماكرة والمكايدة. ومنه : تمحل لكذا، إذا تكلف استعمال الحيلة واجتهد فيه، ومحل بفلان إذا كاده وسعى به إلى السلطان. ومنه الحديث :
( ٥٦٦ ) ( ولا تجعله علينا ما حلا مصدّقاً ) وقال الأعشى : فَرْعُ نَبْعٍ يَهَشُّ في غُصُنِ الْمَجْ
دِ غَزِيرُ النّدَى شَدِيدُ الْمِحَالِ
والمعنى أنه شديد المكر والكيد لأعدائه، يأتيهم بالهلكة من حيث لا يحتسبون. وقرأ الأعرج بفتح الميم، على أنه مفعل، من حال يحول محالا إذا احتال. ومنه : أحول من ذئب، أي أشدّ حيلة. ويجوز أن يكون المعنى : شديد الفقار، ويكون مثلا في القوة والقدرة كما جاء : فساعد الله أشدّ، وموساه أحدّ ؛ لأن الحيوان إذا اشتدّ محاله، كان منعوتاً بشدّة القوّة والاضطلاع بما يعجز عنه غيره. ألا ترى إلى قولهم : فقرته الفواقر ؟ وذلك أن الفقار عمود الظهر وقوامه.
) لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَىْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَآءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَآءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِى ضَلَالٍ (
الرعد :( ١٤ ) له دعوة الحق.....
) دَعْوَةُ الْحَقّ ( فيه وجهان أحدهما : أن تضاف الدعوة إلى الحق الذي هو نقيض الباطل، كما تضاف الكلمة إليه في قولك : كلمة الحق، للدلالة على أن الدعوة ملابسة للحق مختصة به، وأنها بمعزل من الباطل. والمعنى أن الله سبحانه يدعى فيستجيب