" صفحة رقم ٤٩٢ "
) ءايَاتِنَا قُلِ اللَّهُ ( حكاية لاعترافهم وتأكيد له عليهم ؛ لأنه إذا قال لهم : من رب السموات والأرض، لم يكن لهم بدّ من أن يقولوا الله. كقوله :) قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ( ( المؤمنون : ٨٦ ) وهذا كما يقول المناظر لصاحبه : أهذا قولك فإذا قال : هذا قولي قال : هذا قولك، فيحكى إقراره تقريراً له عليه واستيثاقاً منه، ثم يقول له : فيلزمك على هذا القول كيت وكيت. ويجوز أن يكون تلقيناً، أي : إن كعوا عن الجواب فلقنهم، فإنهم يتلقنونه ولا يقدرون أن ينكروه ) أَفَاتَّخَذْتُمْ مّن دُونِهِ أَوْلِيَاء ( أبعد أن علمتموه رب السموات والأرض اتخذتم من دونه أولياء، فجعلتم ما كان يجب أن يكون سبب التوحيد من علمكم وإقراركم سبب الإشراك ) لاَ يَمْلِكُونَ لانْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرّا ( لا يستطيعون لأنفسهم أن ينفعوها أو يدفعوا عنها ضرراً، فكيف يستطيعونه لغيرهم وقد آثرتموهم على الخالق الرازق المثيب المعاقب، فما أبين ضلالكما ) أَمْ جَعَلُواْ ( بل أجعلوا. ومعنى الهمزة الإنكار و ) خَلَقُواْ ( صفة لشركاء، يعني أنهم لم يتخذوا لله شركاء خالقين قد خلقوا مثل خلق الله ) فَتَشَابَهَ ( عليهم خلق الله وخلقهم، حتى يقولوا : قدر هؤلاء على الخلق كما قدر الله عليه، فاستحقوا العبادة، فنتخذهم له شركاء ونعبدهم كما يعبد، إذ لا فرق بين خالق وخالق ؛ ولكنهم اتخذوا له شركاه عاجزين لا يقدرون على ما يقدر عليه الخلق، فضلاً أن يقدروا على ما يقدر عليه الخالق ) قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلّ شَىْء ( لا خالق غير الله، ولا يستقيم أن يكون له شريك في الخلق، فلا يكون له شريك في العبادة ) وَهُوَ الْوَاحِدُ ( المتوحد بالربوبية ) الْقَهَّارُ ( لا يغالب، وما عداه مربوب ومقهور.
) أَنَزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِى النَّارِ


الصفحة التالية
Icon