" صفحة رقم ٤٩٥ "
واعلموا أنّ العبد لو أحسن الإحسان كله وكانت له دجاجة فأساء إليها لم يكن من المحسنين ) وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ( أي يخشون وعيده كله ) وَيَخَافُونَ ( خصوصاً ) سُوء الحِسَابِ ( فيحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا ) صَبَرُواْ ( مطلق فيما يصبر عليه من المصائب في النفوس والأموال ومشاق التكليف ) ابْتِغَاء وَجْهِ ( الله، لا ليقال : ما أصبره وأحمله للنوازل، وأوقره عند الزلازل، ولا لئلا يعاب بالجزع ولئلا يشمت به الأعداء كقوله : وَتَجَلُّدِي لِلشّامِتِينَ أُرِيِهمُ
ولا لأنه لا طائل تحت الهلع ولا مردّ فيه للفائت، كقوله :
مَا أنْ جَزعْتُ وَلاَ هَلَعْ تُ وَلاَ يَرُدُّ بُكاي زَنْدَا
وكل عمل له وجوه يعمل عليها، فعلى المؤمن أن ينوي منها ما به كان حسناً عند الله، وإلا لم يستحق به ثواباً، وكان فعلا كلا فعل ) مّمّا رَزَقْنَاهُمْ ( من الحلال ؛ لأنّ الحرام لا يكون رزقاً ولا يسند إلى الله ) سِرّا وَعَلاَنِيَةً ( يتناول النوافل، لأنها في السر أفضل والفرائض، لوجوب المجاهرة بها نفياً للتهمة ) وَيَدْرَءونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيّئَةَ ( ويدفعونها عن ابن عباس : يدفعون بالحسن من الكلام ما يرد عليهم من سيء غيرهم. وعن الحسن : إذا حرموا أعطوا، وإذا ظلموا عفوا، وإذا قطعوا وصلوا. وعن ابن كيسان : إذا أذنبوا تابوا. وقيل : إذا رأوا منكراً أمروا بتغييره ) عُقْبَى الدَّارِ ( عاقبة الدنيا وهي الجنة، لأنها التي أراد


الصفحة التالية
Icon