" صفحة رقم ٥٠١ "
) مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (
الرعد :( ٣٥ ) مثل الجنة التي.....
) مَّثَلُ الْجَنَّةِ ( صفتها التي هي في غرابة المثل، وارتفاعه بالابتداء والخبر محذوف على مذهب سيبويه، أي فيما قصصناه عليكم مثل الجنة. وقال غيره : الخبر ) تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الانْهَارُ ( كما تقول : صفة زيد أسمر، وقال الزجاج : معناه مثل الجنة جنة تجري من تحتها الأنهار، على حذف الموصوف تمثيلاً لما غاب عنا بما نشاهد. وقرأ علي رضي الله عنه ( أمثال الجنة ) على الجمع أي صفاتها ) أُكُلُهَا دَائِمٌ ( كقوله ) لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ ( ( الواقعة : ٣٣ ) ) وِظِلُّهَا ( دائم لا ينسخ، كما ينسخ في الدنيا بالشمس.
) وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الاٌّ حْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (
الرعد :( ٣٦ ) والذين آتيناهم الكتاب.....
) وَالَّذِينَ ءاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ( يريد من أسلم من اليهود، كعبد الله بن سلام وكعب وأصحابهما، ومن أسلم من النصارى وهم ثمانون رجلاً : أربعون بنجران، واثنان وثلاثون بأرض الحبشة، وثمانية من أهل اليمن، هؤلاء ) يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الاْحْزَابِ ( يعني ومن أحزابهم وهم كفرتهم الذين تحزبوا على رسول الله ( ﷺ ) بالعداوة نحو كعب بن الأشرف وأصحابه، والسيد والعاقب أسقفي نجران وأشياعهما ) مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ ( لأنهم كانوا لا ينكرون الأقاصيص وبعض الأحكام والمعاني هو ثابت في كتبهم غير محرف، وكانوا ينكرون ما هو نعت الإسلام ونعت رسول الله ( ﷺ ) وغير ذلك مما حرّفوه وبدّلوه من الشرائع. فإن قلت : كيف اتصل قوله :) قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ ( بما قبله ؟ قلت : هو جواب للمنكرين معناه : قل إنما أمرت فيما أنزل إليّ بأن أعبد الله ولا أشرك به. فإنكاركم له إنكار لعبادة الله وتوحيده فانظروا ماذا تنكرون مع ادعائكم وجوب عبادة الله وأن لا يشرك به ) قُلْ ياأَهْلَ أَهْلِ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَن لا نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً ( ( آل عمران : ٦٤ ) وقرأ نافع في رواية أبي خليد :( ولا أشرك ) بالرفع على الاستئناف كأنه قال : وأنا لا أشرك به ويجوز أن يكون في موضع الحال على معنى : أمرت أن أعبد الله غير مشرك به ) إِلَيْهِ أَدْعُو ( خصوصاً لا أدعو إلى غيره ) وَإِلَيْهِ ( لا إلى غيره مرجعي، وأنتم تقولون مثل ذلك، فلا معنى لإنكاركم.
) وَكَذالِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِىٍّ وَلاَ وَاقٍ ( ٧ )
الرعد :( ٣٧ ) وكذلك أنزلناه حكما.....


الصفحة التالية
Icon