" صفحة رقم ٥٠٤ "
والذي عنده علم القرآن وما ألف عليه من النظم المعجز الفائت لقوى البشر. وقيل : ومن هو من علماء أهل الكتاب الذين أسلموا. لأنهم يشهدون بنعته في كتبهم : وقيل : هو الله عز وعلا والكتاب : اللوح المحفوظ وعن الحسن : لا والله ما يعني إلا الله. والمعنى : كفى بالذي يستحق العبادة وبالذي لا يعلم علم ما في اللوح إلا هو، شهيداً بيني وبينكم. وتعضده قراءة من قرأ :( ومن عنده علم الكتاب ) على من الجارّة، أي ومن لدنه علم الكتاب، لأن علم من علمه من فضله ولطفه. وقرىء :( ومن عنده علم الكتاب ) على من الجارّة، وعلم، على البناء للمفعول وقرىء :( وبمن عنده علم الكتاب ). فإن قلت : بم ارتفع علم الكتاب ؟ قلت : في القراءة التي وقع فيها عده صلة يرتفع العلم بالمقدّر في الظرف، فيكون فاعلاً ؛ لأنّ الظرف إذا وقع صلة أوغل في شبه الفعل لاعتماده على الموصول، فعمل عمل الفعل، كقولك، مررت بالذي في الدار أخوه، فأخوه فاعل، كما تقول : بالذي استقرّ في الدار أخوه. وفي القراءة التي لم يقع فيها عنده صلة يرتفع العلم بالإبتداء عن رسول الله ( ﷺ ) :
( ٥٦٩ ) ( من قرأ سورة الرعد أعطي من الأجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى وكل سحاب يكون إلى يوم القيامة، وبعث يوم القيامة من الموفين بعهد الله.