" صفحة رقم ٥١٥ "
عَذَابِ اللَّهِ مِن شَىْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ (
إبراهيم :( ٢١ ) وبرزوا لله جميعا.....
) وَبَرَزُواْ للَّهِ ( ويبرزون يوم القيامة. وإنما جيء به بلفظ الماضي، لأنّ ما أخبر به عزّ وعلا لصدقه كأنه قد كان ووجد، ونحوه :) وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ( ( الأعراف : ٤٤ )، ) وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ الاْعْرَافِ ( بواو قبل الهمزة ؟ قلت : كتب على لفظ من يفخم الألف قبل الهمزة فيميلها إلى الواو. ونظيره ) مَعِىَ بَنِى إِسْراءيلَ ( ( الشعراء : ١٩٧ ) والضعفاء : الأتباع والعوام والذين استكبروا : ساداتهم وكبراؤهم، الذين استتبعوهم واستغووهم وصدوهم عن الاستماع إلى الأنبياء وأتباعهم ) تَبَعًا ( تابعين : جمع تابع على تبع، كقولهم : خادم وخدم وغائب وغيب أو ذوي تبع. والتبع : الأتباع، يقال : تبعه تبعاً. فإن قلت : أي فرق بين من في ) مّنْ عَذَابِ اللَّهِ ( وبينه في ) مِن شَىْء ( ؟ قلت : الأولى للتبيين، والثانية للتبعيض، كأنه قيل : هل أنتم مغنون عنا بعض الشيء الذي هو عذاب الله. ويجوز أن تكونا للتبعيض معاً، بمعنى هل أنتم مغنون عنا بعض شيء هو بعض عذاب الله، أي : بعض بعض عذاب الله فإن قلت : فما معنى قوله :) لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ( ؟ قلت : الذي قال لهم الضعفاء كان توبيخا لهم وعتاباً على استتباعهم واستغوائهم. وقولهم :) فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ عَنَّا ( من باب التبكيت ؛ لأنهم قد علموا أنهم لا يقدرون على الإغناء عنهم،