" صفحة رقم ٥٣٨ "
وأراد بهم العيال والمماليك والخدم الذين يحسبون أنهم يرزقونهم ويخطئون، فإنّ الله هو الرزاق، يرزقهم وإياهم، ويدخل فيه الأنعام والدواب وكل ما بتلك المثابة، مما الله رازقه، وقد سبق إلى ظنهم أنهم هم الرزاقون. ولا يجوز أن يكون مجروراً عطفاً على الضمير المجرور في ) لَكُمْ ( لأنه لا يعطف على الضمير المجرور.
) وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ (
الحجر :( ٢١ ) وإن من شيء.....
ذكر الخزائن تمثيل. والمعنى : وما من شيء ينتفع به العباد إلا ونحن قادرون على إيجاده وتكوينه والإنعام به، وما نعطيه إلا بمقدار معلوم نعل أنه مصلحة له، فضرب الخزائن مثلاً لاقتداره على كل مقدور.
) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (
الحجر :( ٢٢ ) وأرسلنا الرياح لواقح.....
) لَوَاقِحَ ( فيه قولان، أحدهما : أنّ الريح لاقح إذا جاءت بخير، من إنشاء سحاب ماطر كما قيل للتي لا تأتي بخير : ريح عقيم. والثاني : أن اللواقح بمعنى الملاقح، كما قال : وَمُخْتَبِطٌ مِمَّا تُطِيحُ الطَّوَائِحُ ;
يريد المطاوح جمع مطيحة. وقرىء :( وأرسلنا الريح )، على تأويل الجنس ) فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ ( فجعلناه لكم سقيا ) وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ( نفى عنهم ما أثبته لنفسه في قوله :) وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ ( كأنه قال : نحن الخازنون للماء، على معنى نحن القادرون على خلقه في السماء وإنزاله منها، وما أنتم عليه بقادرين : دلالة على عظيم قدرته وإظهاراً لعجزهم.
) وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْىِ وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأخِرِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (
الحجر :( ٢٣ - ٢٥ ) وإنا لنحن نحيي.....
) وَنَحْنُ الْوارِثُونَ ( أي الباقون بعد هلاك الخلق كله. وقيل للباقي ( وارث ) استعارة من وارث الميت، لأنه يبقى بعد فنائه. ومنه قوله ( ﷺ ) في دعائه :
( ٥٧٦ ) ( اجعله الوارث منا ) ) وَلَقَدْ عَلِمْنَا ( من استقدم ولادة وموتاً، ومن تأخر من