" صفحة رقم ٥٨١ "
عبد مملوك عاجز عن التصرف، وبين حرّ مالك قد رزقه الله ما لا فهو يتصرف فيه وينفق منه كيف شاء. فإن قلت : لم قال ) مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَىْء ( وكل عبد مملوك، وغير قادر على التصرف ؟ قلت : أما ذكر المملوك فليميز من الحرّ ؛ لأن اسم العبد يقع عليهما جميعاً، لأنهما من عباد الله. وأما ) لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَىْء ( فليجعل غير مكاتب ولا مأذون له ؛ لأنهما يقدران على التصرف. واختلفوا في العبد هل يصح له ملك ؟ والمذهب الظاهر أنه لا يصحّ له. فإن قلت :) مِنْ ( في قوله ) وَمَن رَّزَقْنَاهُ ( ما هي ؟ قلت : الظاهر أنها موصوفة، كأنه قيل : وحراً رزقناه ؛ ليطابق عبداً. ولا يمتنع أن تكون موصولة. فإن قلت : لم قيل ) يَسْتَوُونَ ( على الجمع ؟ قلت : معناه : هل يستوي الأحرار والعبيد ؟
) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَىْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِى هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (
النحل :( ٧٦ ) وضرب الله مثلا.....
الأبكم الذي ولد أخرس، فلا يَفهم ولا يُفهم ) وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ ( أي ثقل وعيال