" صفحة رقم ٥٨٩ "
فتله. قيل : هي ريطة بنت سعد بن تيم وكانت خرقاء، اتخذت مغزلاً ذراع وصنارة مثل أصبع وفلكة عظيمة على قدرها، فكانت تغزل هي وجواريها من الغداة إلى الظهر، ثم تأمرهنّ فينقضن ماغزلن ) تَتَّخِذُونَ ( حال و ) دَخَلاً ( أحد مفعولي اتخذ. يعني : ولا تنقضوا أيمانكم متخذيها دخلاً ) بَيْنِكُمْ ( أي مفسدة ودغلا ) أَن تَكُونَ أُمَّةٌ ( بسبب أن تكون أمة يعني جماعة قريش ) هِىَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ( هي أزيد عدداً وأوفر مالاً. من أمة من جماعة المؤمنين ) إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ( الضمير لقوله : أن تكون أمة ؛ لأنه في معنى المصدر، أي : إنما يختبركم بكونهم أربى، لينظر أتتمسكون بحبل الوفاء بعهد الله وما عقدتم على أنفسكم ووكدتم من أيمان البيعة لرسول الله ( ﷺ )، أم تغترون بكثرة قريش وثروتهم وقوّتهم وقلة المؤمنين وفقرهم وضعفهم ؟ ) وَلَيُبَيّنَنَّ لَكُمْ ( إنذار وتحذير من مخالفة ملة الإسلام.
) وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ وَلَتُسْألُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (
النحل :( ٩٣ ) ولو شاء الله.....
) وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً ( حنيفة مسلمة على طريق الإلجاء والاضطرار، وهو قادر على ذلك ) وَلاكِن ( الحكمة اقتضت أن يضلّ ) مَن يَشَآء ( وهو أن يخذل من علم أنه يختار الكفر ويصمم عليه ) وَيَهْدِى مَن يَشَاء ( وهو أن يلطف بمن علم أنه يختار الإيمان. يعني : أنه بنى الأمر على الاختيار وعلى ما يستحق به اللطف والخذلان والثواب والعقاب ولم يبنه الإجبار الذي لا يستحق به شيء من ذلك، وحققه بقوله :) وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ولو كان هو المضطرّ إلى الضلال والاهتداء، لما أثبت لهم عملا يسئلون عنه.