" صفحة رقم ٥٩٣ "
أرادوا بالبشر : غلاماً كان لحويطب بن عبد العزي قد أسلم وحسن إسلامه اسمه عائش أو يعيش وكان صاحب كتب. وقيل : هو جبر، غلام رومي كان لعامر بن الحضرمي. وقيل عبدان : جبر ويسار، كانا يصنعان السيوف بمكة ويقرآن التوراة والإنجيل، فكان رسول الله ( ﷺ ) إذا مرّ وقف عليهما يسمع ما يقرآن، فقالوا : يعلمانه، فقيل لأحدهما، فقال : بل هو يعلمني. وقيل : هو سلمان الفارسي. واللسان : اللغة. ويقال : ألحد القبر ولحده، وهو ملحد وملحود، إذا أمال حفره عن الاستقامة، فحفر في شق منه ثم استعير لكل إمالة عن استقامة، فقالوا : ألحد فلان في قوله، وألحد في دينه. ومنه الملحد ؛ لأنه أمال مذهبه عن الأديان كلها، لم يمله عن دين إلى دين. والمعنى : لسان الرجل الذي يميلون قولهم عن الاستقامة إليه لسان ) أَعْجَمِىٌّ ( غير بين ) وَهَاذَا ( القرآن ) لِسَانٌ عَرَبِىٌّ مُّبِينٌ ( ذو بيان وفصاحة ردّاً لقولهم وإبطالاً لطعنهم وقرىء :( يلحدون ) بفتح الياء والحاء. وفي قراءة الحسن :( اللسان الذي يلحدون إليه ) بتعريف اللسان. فإن قلت : الجملة التي هي قوله :) لّسَانُ الَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِىٌّ ( ما محلها ؟ قلت : لا محل لها ؛ لأنها مستأنفة جواب لقولهم. ومثله قوله ) اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ( ( الأنعام : ١٢٤ ) بعد قوله ) وَإِذَا جَاءتْهُمْ ءايَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِىَ رُسُلُ اللَّهِ ( ( الأنعام : ١٢٤ ).
) إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ إِنَّمَا يَفْتَرِى الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلائِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (
النحل :( ١٠٤ - ١٠٥ ) إن الذين لا.....
) إِنَّ لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَ تِ للَّهِ ( أي يعلم الله منهم أنهم لا يؤمنون ) لاَ يَهْدِيهِمُ للَّهُ ( لا يلطف بهم ؛ لأنهم من أهل الخذلان في الدنيا والعذاب في الآخرة، لا من أهل اللطف والثواب ) إِنَّمَا يَفْتَرِى لْكَذِبَ ( ردّ لقولهم ) إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ( ( النحل : ١٠١ ) يعني : إنما يليق افتراء الكذب بمن لا يؤمن، لأنه لا يترقب عقاباً عليه ) وَأُوْلئِكَ ( إشارة إلى قريش ) هُمُ لْكَ ذِبُونَ ( أي هم الذين لا يؤمنون فهم الكاذبون، أو إلى الذين لا يؤمنون. أي أولئك هم الكاذبون على الحقيقة الكاملون في الكذب ؛ لأنّ تكذيب آيات الله أعظم الكذب : أو أولئك هم الذين عادتهم الكذب لا يبالون به في كل شيء، لا تحجبهم عنه مروءة ولا دين. أو أولئك هم الكاذبون في قولهم :) إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ( ( النحل : ١٠١ ).
) مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَاكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ذالِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَواةَ الْدُّنْيَا عَلَى الاٌّ خِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ أُولَائِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَائِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِى الاٌّ خِرَةِ هُمُ الْخَاسِرونَ ( ٧ )
النحل :( ١٠٦ ) من كفر بالله.....


الصفحة التالية
Icon