" صفحة رقم ٥٩٩ "
) مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ ( يعني في سورة الأنعام.
) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (
النحل :( ١١٩ ) ثم إن ربك.....
) بِجَهَالَةٍ ( في موضع الحال، أي : عملوا السوء جاهلين غير عارفين بالله وبعقابه، أو غير متدبرين للعاقبة لغلبة الشهوة عليهم ) مِن بَعْدِهَا ( من بعد التوبة
) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِراً لانْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ وَءاتَيْنَاهُ فِى الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِى الاٌّ خِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (
النحل :( ١٢٠ ) إن إبراهيم كان.....
) كَانَ أُمَّةً ( فيه وجهان، أحدهما : أنه كان وحده أمّة من الأمم لكماله في جميع صفات الخير كقوله : وَلَيْسَ عَلَى اللَّهِ بِمُسْتَنْكَر
أنْ يَجْمَع الْعَالَمَ في وَاحِدِ
وعن مجاهد : كان مؤمناً وحده والناس كلهم كفار. والثاني : أن يكون أمّة بمعنى مأموم، أي : يؤمّه الناس ليأخذوا منه الخير، أو بمعنى مؤتم به كالرحلة والنخبة، وما أشبه ذلك مما جاء من فعلة بمعنى مفعول، فيكون مثل قوله ) قَالَ إِنّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ( ( البقرة : ١٢٤ ) وروى الشعبي عن فروة بن نوفل الأشجعي عن ابن مسعود أنه قال : إنّ معاذاً كان أمّة قانتاً لله، فقلت : غلطت، إنما هو إبراهيم. فقال : الأمّة الذي يعلم الخير. والقانت المطيع لله ورسوله، وكان معاذ كذلك. وعن عمر رضي الله عنه أنه قال حين قيل له : ألا تستخلف ؟ : لو كان أبو عبيدة حياً لاستخلفته : ولو كان معاذ حياً لاستخلفته. ولو كان سالم حياً لاستخلفته فإني سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول :
( ٥٩٨ ) ( أبو عبيدة أمين هذه الأمّة، ومعاذ أمّة قانت لله، ليس بينه وبين الله يوم


الصفحة التالية
Icon