" صفحة رقم ٦٠٧ "
لاختصاصهم والثناء عليهم بأنهم أولاد المحمولين مع نوح، فهم متصلون به، فاستأهلوا لذلك الاختصاص. ويجوز أن يقال ذلك عند ذكره على سبيل الاستطراد.
) وَقَضَيْنَآ إِلَى بَنِى إِسْرَاءِيلَ فِى الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِى الاٌّ رْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَآ أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (
الإسراء :( ٤ - ٦ ) وقضينا إلى بني.....
) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِى إِسْراءيلَ ( وأوحينا إليهم وحياً مقضيا، أي مقطوعاً مبتوتاً بأنهم يفسدون في الأرض لا محالة، ويعلون، أي : يتعظمون ويبغون ) فِى الْكِتَابِ ( في التوراة، و ) لَتُفْسِدُنَّ ( جواب قسم محذوف. ويجوز أن يجري القضاء المبتوت مجرى القسم، فيكون ) لَتُفْسِدُنَّ ( جواباً له، كأنه قال : وأقسمنا لتفسدن. وقرىء :( لتفسدّن )، على البناء للمفعول. ( ولتفسدن ) بفتح التاء من فسد ) مَّرَّتَيْنِ ( أولاهما : قتل زكريا وحبس أرميا حين أنذرهم سخط الله، والآخرة : قتل يحيى بن زكريا وقصد قتل عيسى ابن مريم ) عِبَادًا لَّنَا ( وقرىء :( عبيداً لنا ) وأكثر ما يقال : عباد الله وعبيد الناس : سنحاريب وجنوده وقيل بختنصر. وعن ابن عباس : جالوت. قتلوا علماءهم وأحرقوا التوراة، وخربوا المسجد، وسبوا منهم سبعين ألفاً. فإن قلت : كيف جاز أن يبعث الله الكفرة على ذلك ويسلطهم عليه، قلت : معناه خلينا بينهم وبين ما فعلوا ولم نمنعهم، على أنّ الله عزّ وعلا أسند بعث الكفرة عليهم إلى نفسه، فهو كقوله تعالى ) وَكَذالِكَ نُوَلّى بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ( ( الأنعام : ١٢٩ ) وكقول الداعي. وخالف بين كلمهم. وأسند الجوس وهو التردّد خلال الديار بالفساد إليهم، فتخريب المسجد وإحراق التوراة من جملة الجوس المسند إليهم. وقرأ طلحة ( فحاسوا ) بالحاء. وقرىء :( فجوّسو )، و ( خلل الديار ). فإن قلت : ما معنى ) وَعْدُ أُولَاهُمَا ( ؟ قلت : معناه وعد عقاب أولاهما ) وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً ( يعني : وكان وعد العقاب وعدا لا بد أن يفعل ) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ ( أي الدولة والغلبة على الذين بعثوا عليكم حين تبتم ورجعتم عن الفساد والعلو. قيل : هي قتل بختنصر واستنقاذ بني إسرائيل أسراهم وأموالهم ورجوع الملك إليهم، وقيل : هي قتل داود جالوت ) أَكْثَرَ نَفِيرًا ( مما كنتم. والنفير، من ينفر مع الرجل من قومه، وقيل : جمع نفر كالعبيد والمعيز.
) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لاًّنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الاٌّ خِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ