" صفحة رقم ٦٢٦ "
سفيان : كان إذا قرأها قال : زادني لك خضوعاً ما زاد أعداءك نفوراً.
) قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ ءَالِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِى الْعَرْشِ سَبِيلاً سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (
الإسراء :( ٤٢ ) قل لو كان.....
قرىء ( كما تقولون ) بالتاء والياء. و ) إِذَا ( دالة على أن ما بعدها وهو ) لاَّبْتَغَوْاْ ( جواب عن مقالة المشركين وجزاء للو ومعنى ) لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِى الْعَرْشِ سَبِيلاً ( لطلبوا إلى من له الملك والربوبية سبيلاً كما يفعل الملوك بعضهم مع بعض، كقوله ) لَوْ كَانَ فِيهِمَا الِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ ( ( الأنبياء : ٢٢ ) وقيل : لتقرّبوا إليه، كقوله ) تَحْوِيلاً أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبّهِمُ الْوَسِيلَةَ ( ( الإسراء : ٥٧ ). ) عَلَوْاْ ( في معنى تعالياً. والمراد البراءة عن ذلك والنزاهة. ومعنى وصف العلوّ بالكبر : المبالغة في معنى البراءة والبعد مما وصفوه به.
) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالاٌّ رْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَاكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (
الإسراء :( ٤٤ ) تسبح له السماوات.....
والمراد أنها تسبح له بلسان الحال، حيث تدل على الصانع وعلى قدرته وحكمته، فكأنها تنطق بذلك، وكأنها تنزه الله عز وجلّ مما لا يجوز عليه من الشركاء وغيرها. فإن قلت : فما تصنع بقوله ) وَلَاكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ( وهذا التسبيح مفقوه معلوم ؟ قلت : الخطاب للمشركين، وهم وإن كانوا إذا سئلوا عن خالق السموات والأرض قالوا : الله ؛ إلا أنهم لما جعلوا معه آلهة مع إقرارهم، فكأنهم لم ينظروا ولم يقرّوا ؛ لأنّ نتيجة النظر الصحيح والإقرار الثابت خلاف ما كانوا عليه، فإذا لم يفقهوا التسبيح ولم يستوضحوا الدلالة على الخالق. فإن قلت : من فيهنّ يسبحون على الحقيقة وهم الملائكة والثقلان،