" صفحة رقم ٦٣٩ "
الحول، وأن تمنع من قصد وادينا وجّ فعضد شجره، فإذا سألتك العرب : لم فعلت ذلك ؟ فقل : إن الله أمرني به، وجاؤا بكتابهم فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم : هذا كتاب من محمد رسول الله لثقيف : لا يعشرون ولا يحشرون، فقالوا : ولا يجبون. فسكت رسول الله ( ﷺ ) ثم قالوا للكاتب : اكتب : ولا يجبون، والكاتب ينظر إلى رسول الله، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسل سيفه وقال : أسعرتم قلب نبينا يا معشر ثقيف أسعر الله قلوبكم ناراً، فقالوا : لسنا نكلم إياك، إنما نكلم محمداً. فنزلت. وروي أنّ قريشاً قالوا له : اجعل آية رحمة آية عذاب، وآية عذاب آية رحمة، حتى نؤمن بك. فنزلت ) وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ ( إن مخففة من الثقيلة، واللام هي الفارقة بينها وبين النافية. والمعنى : أن الشأن قاربوا أن يفتنوك أي يخدعوك فاتنين ) عَنِ الَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ( من أوامرنا ونواهينا ووعدنا ووعيدنا ) لِتفْتَرِىَ عَلَيْنَا ( لتقول علينا لم لم نقل، يعني ما أرادوه عليه من تبديل الوعد وعيداً والوعيد وعداً، وما اقترحته ثقيف من أن يضيف إلى الله ما لم ينزله عليه ) وَإِذاً لاَّ ( أي ولو اتبعت مرادهم لاتخذوك ) إِبْراهِيمَ خَلِيلاً ( ولكنت لهم ولياً وخرجت من ولايتي ) وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ ( ولولا تثبيتنا لك وعصمتنا ) لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ ( لقاربت أن تميل إلى خدعهم ومكرهم، وهذا تهييج من الله له وفضل تثبيت، وفي ذلك لطف للمؤمنين ) إِذَا ( لو قاربت تركن إليهم أدنى ركنة ) إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَواةِ وَضِعْفَ ( أي لأذقناك عذاب الآخرة وعذاب القبر مضاعفين. فإن قلت : كيف حقيقة هذا الكلام ؟ قلت : أصله لأذقناك عذاب الحياة وعذاب الممات، لأن العذاب عذابان : عذاب في الممات وهو عذاب القبر، وعذاب في الحياة الآخرة وهو عذاب النار. والضعف يوصف به، نحو قوله ) قَالَ ادْخُلُواْ فِى أُمَمٍ قَدْ ( ( الأعراف : ٣٨ ) بمعنى مضاعفاً، فكان أصل الكلام : لأذقناك عذاباً ضعفاً في الحياة، وعذاباً ضعفاً في الممات. ثم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه وهو


الصفحة التالية
Icon