" صفحة رقم ٦٤١ "
إليه وقالوا : يا أبا القاسم، إن الأنبياء إنما بعثوا بالشام وهي بلاد مقدّسة وكانت مهاجر إبراهيم، فلو خرجت إلى الشام لآمنا بك واتبعناك، وقد علمنا أنه لا يمنعك من الخروج إلا خوف الروم، فإن كنت رسول الله فالله مانعك منهم، فعسكر رسول الله ( ﷺ ) على أميال من المدينة، وقيل : بذي الحليفة، حتى يجتمع إليه أصحابه ويراه الناس عازماً على الخروج إلى الشام لحرصه على دخول الناس في دين الله، فنزلت، فرجع وقرىء ( لا يلبثون ) وفي قراءة أبيّ ( لا يلبثوا ) على إعمال ( إذا ). فإن قلت : ما وجه القراءتين ؟ قلت : أما الشائعة فقد عطف فيها الفعل على الفعل. وهو مرفوع لوقوعه خبر كاد، والفعل في خبر كاد واقع موقع الاسم. وأما قراءة أبيّ ففيها الجملة برأسها التي هي إذاً لا يلبثوا، عطف على جملة قوله ) وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ ( وقرىء ( خلافك ) قال : عَفَتِ الدِّيَارُ خِلاَفَهُمْ فَكأَنَّمَا
بَسَطَ الشَّوَاطِبُ بَيْنَهُنَّ حَصِيرَاً
أي بعدهم ) سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا ( يعني أن كل قوم أخرجوا رسولهم من بين ظهرانيهم، فسنة الله أن يهلكهم، ونصبت نصب المصدر المؤكد، أي : سن الله ذلك سنة.
) أَقِمِ الصَّلَواةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ الَّيْلِ وَقُرْءَانَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْءَانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا وَمِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُودًا (
الإسراء :( ٧٨ ) أقم الصلاة لدلوك.....
دلكت الشمس : غربت. وقيل : زالت. وروي عن النبي ( ﷺ ) :
( ٦٢٧ ) ( أتاني جبريل عليه السلام لدلوك الشمس حين زالت الشمس. فصلى بي الظهر ) واشتقاقه من الدلك، لأن الإنسان يدلك عينه عند النظر إليها، فإن كان الدلوك الزوال فالآية جامعة للصلوات الخمس، وإن كان الغروب فقد خرجت منها الظهر والعصر. والغسق : الظلمة، وهو وقت صلاة العشاء ) أَقِمِ الصَّلَواةَ ( صلاة الفجر، سميت قرآناً وهو القراءة، لأنها ركن، كما سميت ركوعاً وسجوداً وقنوتاً. وهي حجة على ابن علية والأصم في زعمهما أن القراءة ليست بركن ) مَشْهُودًا ( يشهده ملائكة الليل والنهار، ينزل هؤلاء، ويصعد هؤلاء ؛ فهو في آخر ديوان الليل وأول ديوان النهار، أو يشهده الكثير من المصلين في العادة. أو من حقه أن يكون مشهوداً بالجماعة الكثيرة. ويجوز أن يكون