" صفحة رقم ٦٥٣ "
مكشوفات، ولكنك معاند ماكبر : ونحوه :) وَجَحَدُواْ بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً ( ( النمل : ١٤ ) وقرىء ( علمت ) بالضم، على معنى : إني لست بمسحور كما وصفتني، بل أنا عالم بصحة الأمر. وأنّ هذه الآيات منزلها رب السموات والأرض. ثم قارع ظنه بظنه، كأنه قال : إن ظننتني مسحوراً فأنا أظنك ) مَثْبُورًا ( هالكاً، وظني أصح من ظنك ؛ لأن له أمارة ظاهرة وهي إنكارك ما عرفت صحته، ومكابرتك لآيات الله بعد وضوحها. وأما ظنك فكذب بحت ؛ لأن قولك مع علمك بصحة أمري، إني لأظنك مسحوراً قول كذاب. وقال الفرّاء :) مَثْبُورًا ( مصروفاً عن الخير مطبوعاً على قلبك، من قولهم : ما ثبرك عن هذا ؟ أي : ما منعك وصرفك ؟ وقرأ أبيّ بن كعب ( وإن إخالك يا فرعون لمثبوراً ) على إن المخففة واللام الفارقة ) فَأَرَادَ ( فرعون أن يستخف موسى وقومه من أرض مصر ويخرجهم منها، أو ينفيهم عن ظهر الأرض بالقتل والاستئصال، فحاق به مكره بأن استفزه الله بإغراقه مع قبطه ) اسْكُنُواْ الاْرْضَ ( التي أراد فرعون أن يستفزكم منها ) فَإِذَا جَاء وَعْدُ الاْخِرَةِ ( يعني قيام الساعة ) جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ( جمعاً مختلطين إياكم وإياهم، ثم يحكم بينكم ويميز بين سعدائكم وأشقيائكم : واللفيف : الجماعات من قبائل شتى.
) وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (
الإسراء :( ١٠٥ ) وبالحق أنزلناه وبالحق.....
) وَبِالْحَقّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقّ نَزَلَ ( وما أنزلنا القرآن إلا بالحكمة المقتضية لإنزاله وما نزل إلا ملتبساً بالحق والحكمة لاشتماله على الهداية إلى كل خير، أو ما أنزلناه من السماء إلا بالحق محفوظاً بالرصد من الملائكة، وما نزل على الرسول إلا محفوظاً بهم من تخليط الشياطين ) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ ( إلا لتبشرهم بالجنة وتنذرهم من النار، ليس إليك وراء ذلك شيء، من إكراه على الدين أو نحو ذلك.
) وَقُرْءانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً (
الإسراء :( ١٠٦ ) وقرآنا فرقناه لتقرأه.....
) وَقُرْءانًا ( منصوب بفعل يفسره ) فَرَقْنَاهُ ( وقرأ أبيّ ( فرّقناه ) بالتشديد، أي : جعلنا نزوله مفرّقاً منجماً وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه قرأ مشدّداً وقال : لم ينزل في يومين أو ثلاثة، بل كان بين أوّله وآخره عشرون سنة، يعني : أن فرق بالتخفيف يدل على فصل متقارب ) عَلَى مُكْثٍ ( بالفتح والضم : على مهل وتؤدة وتثبت ) وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً ( على حسب الحوادث.
) قُلْ ءَامِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلاٌّ ذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلاٌّ ذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (
الإسراء :( ١٠٧ ) قل آمنوا به.....
) قُلْ ءامِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ ( أمر بالإعراض عنهم واحتقارهم والإزدراء بشأنهم، وأن لا


الصفحة التالية
Icon