" صفحة رقم ٦٥٥ "
الاسمين سميتم وذكرتم ) فَلَهُ الاْسْمَاء الْحُسْنَى ( والضمير في ) فَلَهُ ( ليس براجع إلى أحد الاسمين المذكورين، ولكن إلى مسماهما وهو ذاته تعالى ؛ لأن التسمية للذات لا للاسم. والمعنى : أياماً تدعوا فهو حسن، فوضع موضعه قوله :) فَلَهُ الاْسْمَاء الْحُسْنَى ( لأنه إذا حسنت أسماؤه كلها حسن هذان الاسمان : لأنهما منها، ومعنى كونهما أحسن الأسماء. أنها مستقلة بمعاني التحميد والتقديس والتعظيم. بصلاتك بقراءة صلاتك على حذف المضاف ؛ لأنه لا يلبس، من قبل أن الجهر والمخافتة صفتان تعتقبان على الصوت لا غير، والصلاة أفعال وأذكار وكان رسول الله ( ﷺ ) يرفع صوته بقراءته، فإذا سمعها المشركون لغوا وسبوا، فأمر بأن يخفض من صوته، والمعنى : ولا تجهر حتى تسمع المشركين ) وَلاَ تُخَافِتْ ( حتى لا تسمع من خلفك ) وَابْتَغِ بَيْنَ ( الجهر المخافتة ) سَبِيلاً ( وسطاً.
( ٦٣٨ ) وروي أنّ أبا بكر رضي الله عنه كان يخفي صوته بالقراءة في صلاته ويقول : أناجي ربي وقد علم حاجتي، وكان عمر رضي الله عنه يرفع صوته ويقول : أزجر الشيطان وأوقظ الوسنان، فأمر أبا بكر أن يرفع قليلاً وعمر أن يخفض قليلاً. وقيل : معناه ولا تجهر بصلاتك كلها ولا تخافت بها كلها، وابتغ بين ذلك سبيلاً بأن تجهر بصلاة الليل وتخافت بصلاة النهار، وقيل ) بِصَلاتِكَ ( بدعائك. وذهب قوم إلى أنّ الآية منسوخة بقوله :) ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ( ( الأعراف : ٥٥ ) وابتغاء السبيل : مثل لانتحاء الوجه الوسط في القراءة ) وَلِىٌّ مَّنَ الذُّلّ ( ناصر من الذل ومانع له منه لاعتزازه به، أو لم يوال أحداً من أجل مذلة به ليدفعها بموالاته.
) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِى الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِىٌّ مَّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (
الإسراء :( ١١١ ) وقل الحمد لله.....
فإن قلت : كيف لاق وصفه بنفي الولد والشريك والذل بكلمة التحميد ؟ قلت : لأنّ


الصفحة التالية
Icon