" صفحة رقم ٨٤ "
لأنّ الذكر قد عاد إلى الأول. والصحيح أنها إذا عطفت على حال قبلها حذفت الواو استثقالاً. لاجتماع حرفي عطف، لأنّ واو الحال هي واو العطف استعيرت للوصل، فقولك : جاءني زيد آجلاً أو هو فارس، كلام فصيح وارد على حده وأما جاءني زيد هو فارس فخبيث. فإن قلت : فما معنى قوله :) أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا ( والإهلاك إنما هو بعد مجيء البأس ؟ قلت : معناه أردنا إهلاكها، كقوله :) يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا ( ( المائدة : ٦ ) وإنما خصّ هذان الوقتان وقت البيات ووقت القيلولة، لأنهما وقت الغفلة والدعة، فيكون نزول العذاب فيهما أشدّ وأفظع، وقوم لوط أهلكوا بالليل وقت السحر، وقوم شعيب وقت القيلولة.
) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَآءَهُم بَأْسُنَآ إِلاَ أَن قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ( ٧ )
الأعراف :( ٥ ) فما كان دعواهم.....
) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ ( ما كانوا يدعونه من دينهم وينتحلونه من مذهبهم إلاّ اعترافهم ببطلانه وفساده. وقولهم :) إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ( فيما كنا عليه. ويجوز : فما كان استغاثتهم إلاّ قولهم هذا، لأنه لا مستغاث من الله بغيره، ومن قولهم دعواهم : يا لكعب. ويجوز، فما كان دعواهم ربهم إلاّ اعترافهم لعلمهم أن الدعاء لا ينفعهم، وأن لات حين دعاء، فلا يزيدون على ذمّ أنفسهم وتحسرهم على ما كان منهم، ) دَعْوَاهُمْ ( نصب خبر لكان، و ) أَن قَالُواْ ( رفع اسم له، ويجوز العكس.


الصفحة التالية
Icon