" صفحة رقم ٨٨ "
الباء، فإن تعلقها بلأقعدنّ يصدّ عنه لام القسم، لا تقول : والله بزيد لأمرّنّ ؟ قلت : تعلقت بفعل القسم المحذوف تقديره : فبما أغويتني أقسم بالله لأقعدنّ، أي فبسبب إغوائك أقسم. ويجوز أن تكون الباء للقسم، أي : فأقسم بإغوائك لأقعدن، وإنما أقسم بالإغواء ؛ لأنه كان تكليفاً، والتكليف من أحسن أفعال الله، لكونه تعريضاً لسعادة الأبد، فكان جديراً بأن يقسم به. ومن تكاذيب المجبرة ما حكوه عن طاوس : أنه كان في المسجد الحرام فجاء رجل من كبار الفقهاء يرمي بالقدر، فجلس إليه فقال له طاوس : تقوم أو تقام، فقام الرجل، فقيل له : أتقول هذا لرجل فقيه ؟ فقال : إبليس أفقه منه، قال رب بما أغويتني، وهذا يقول : أنا أغوي نفسي، وما ظنك بقوم بلغ من تهالكهم على إضافة القبائح إلى الله سبحانه، أن لفقوا الأكاذيب على الرسول والصحابة والتابعين. وقيل :) مَا ( للاستفهام، كأنه قيل : بأي شيء أغويتني، ثم ابتدىء لأقعدنّ. وإثبات الألف إذا أدخل حرف الجر على ( ما ) الاستفهامية، قليل شاذ. وأصل الغيّ الفساد. ومنه : غوى الفصيل، إذا بشم. والبشم : فساد في المعدة ) لاقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ( لأعترضن لهم على طريق الإسلام كما يعترض العدوّ على الطريق ليقطعه على السابلة وانتصابه على الظرف، كقوله :
كَمَا عَسَلَ الطَّرِيقَ الثَّعْلَبُ
وشبهه الزجاج بقولهم : ضرب زيد الظهر والبطن، أي على الظهر والبطن. وعن رسول الله ( ﷺ ) :


الصفحة التالية
Icon