" صفحة رقم ٩٥ "
أحدهما تقليد والتقليد ليس بطريق للعلم. والثاني : افتراء على الله وإلحاد في صفاته، كانوا يقولون : لو كره الله منا ما نفعله لنقلنا عنه. وعن الحسن : إن الله تعالى بعث محمداً ( ﷺ ) إلى العرب وهم قدرية مجبرة يحملون ذنوبهم على الله. وتصديق قول الله تعالى :) وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا ءابَاءنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء ( لأن فعل القبح مستحيل عليه ( لعدم الداعي ووجود الصارف، فكيف يأمر بفعله ) ( لعدم الداعي ووجود الصارف، فكيف يأمر بفعله ) أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ( إنكار لإضافتهم القبيح إليه وشهادة على أن مبنى قولهم على الجهل المفرط. وقيل : المراد بالفاحشة : طوافهم بالبيت عراة.
) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ( ٧ )
الأعراف :( ٢٩ ) قل أمر ربي.....
) بِالْقِسْطِ ( بالعدل وبما قام في النفوس أنه مستقيم حسن عند كل مميز. وقيل : بالتوحيد ) وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ ( وقل : أقيموا وجوهكم أي : اقصدوا عبادته مستقيمين إليها غير عادلين إلى غيرها ) عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ ( في كل وقت سجود، أو في كل مكان سجود وهو الصلاة ) وَادْعُوهُ ( واعبدوه ) مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ ( أي الطاعة، مبتغين بها وجه الله خالصاً ) كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ( كما أنشأكم ابتداء يعيدكم، احتج عليهم في إنكارهم الإعادة بابتداء الخلق، والمعنى : أنه يعيدكم فيجازيكم في أعمالكم، فأخلصوا له العبادة.
) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ( ٧ )
الأعراف :( ٣٠ ) فريقا هدى وفريقا.....
) فَرِيقًا هَدَى ( وهم الذين أسلموا، أي وفقهم للإيمان ) وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ( أي كلمة الضلالة، وعلم الله أنهم يضلون ولا يهتدون. وانتصاب قوله :) وَفَرِيقًا ( بفعل مضمر يفسره ما بعده، كأنه قيل : وخذل فريقاً حق عليهم الضلالة ) إِنَّهُمُ ( إن الفريق الذي حقّ عليهم الضلالة :) اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء ( أي تولوهم بالطاعة فيما أمروهم به، وهذا دليل على أن علم الله لا أثر له في ضلالهم، وأنهم هم الضالون باختيارهم وتوليهم الشياطين دون الله.
) يَابَنِىءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِى لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( ٧ )
الأعراف :( ٣١ ) يا بني آدم.....
) خُذُواْ زِينَتَكُمْ ( أي ريثكم ولباس زينتكم ) عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ ( كلما صليتم أو طفتم