" صفحة رقم ١٠٥ "
) وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِى إِلَيْهِمْ فَاسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (
الأنبياء :( ٧ ) وما أرسلنا قبلك.....
أمرهم أن يستعلموا أهل الذكر وهم أهل الكتاب، حتى يعلموهم أن رسل الله الموحى إليهم كانوا بشراً ولم يكونوا ملائكة كما اعتقدوا، وإنما أحالهم على أولئك لأنهم كانوا يشايعون المشركين في معاداة رسول الله ( ﷺ ). قال الله تعالى :) وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً ( ( آل عمران : ١٨٦ ) فلا يكاذبونهم فيما هم فيه ردء لرسول الله ( ﷺ ).
) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَّ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُواْ خَالِدِينَ (
الأنبياء :( ٨ ) وما جعلناهم جسدا.....
) لاَّ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ( صفة لجسداً والمعنى : وما جعلنا الأنبياء عليهم السلام قبله ذوي جسد غير طاعمين. ووحد الجسد لإرادة الجنس، كأنه قال : ذوي ضرب من الأجساد وهذا ردّ لقولهم ) مَا لِهَاذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ ( ( الفرقان : ٧ ). فإن قلت : نعم قد ردّ إنكارهم أن يكون الرسول بشراً يأكل ويشرب بما ذكرت، فماذا ردّ من قولهم بقوله :) وَمَا كَانُواْ خَالِدِينَ ( قلت : يحتمل أن يقولوا إنه بشر مثلنا يعيش كما نعيش ويموت كما نموت. أو يقولوا هلا كان ملكاً لا يطعم ويخلد : إما معتقدين أن الملائكة لا يموتون. أو مسمين حياتهم المتطاولة وبقاءهم الممتدّ خلوداً.
) ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَآءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرفِينَ (
الأنبياء :( ٩ ) ثم صدقناهم الوعد.....
) صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ ( مثل واختار موسى قومه. والأصل في الوعد : ومن قومه. ومنه : صدقوهم القتال. وصدقني سنّ بكره ) وَمَن نَّشَاء ( هم المؤمنون ومن في بقائه مصلحة.
) لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (
الأنبياء :( ١٠ ) لقد أنزلنا إليكم.....
) ذِكْرُكُمْ ( شرفكم وصيتكم، كما قال :) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ( ( الزخرف : ٤٤ ) أو موعظتكم. أو فيه مكارم الأخلاق التي كنتم تطلبون بها الثناء أو حسن الذكر كحسن الجوار، والوفاء بالعهد، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، والسخاء ؛ وما أشبه ذلك.
) وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً ءَاخَرِينَ فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأْسَنَآ إِذَا هُمْ مِّنْهَا يَرْكُضُونَ لاَ تَرْكُضُواْ وَارْجِعُواْ إِلَى مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ قَالُواْ ياوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَمَا زَالَت تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ (
الأنبياء :( ١١ ) وكم قصمنا من.....
) وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ ( واردة عن غضب شديد ومنادية على سخط عظيم ؛ لأنّ