" صفحة رقم ١١٢ "
خلقهم بأن يقال لهم : لم فعلتم ؟ في كل شيء فعلوه.
) أَمِ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ ءَالِهَةً قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ هَاذَا ذِكْرُ مَن مَّعِىَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِى بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُّعْرِضُونَ (
الأنبياء :( ٢٤ ) أم اتخذوا من.....
كرّر ) أَمِ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ ءالِهَةً ( استفظاعاً لشأنهم واستعظاماً لكفرهم، أي : وصفتم الله تعالى بأنّ له شريكاً، فهاتوا برهانكم على ذلك : إمّا من جهة العقل، وإمّا من جهة الوحي، فإنكم لا تجدون كتاباً من كتب الأوّلين إلا وتوحيد الله وتنزيهه عن الأنداد مدعو إليه، والإشراك به منهي عنه متوعد عليه. أي ) هَاذَا ( الوحي الوارد في معنى توحيد الله ونفي الشركاء عنه، كما ورد عليّ فقد ورد على جميع الأنبياء، فهو ذكر : أي عظة للذين معي : يعني أمّته، وذكر للذين من قبلي : يريد أمم الأنبياء عليهم السلام. وقرىء :) ذِكْرُ مَن مَّعِىَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِى ( بالتنوين ومن مفعول منصوب بالذكر كقوله :) أَوْ إِطْعَامٌ فِى يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ( ( البلد : ١٤ ١٥ ) وهو الأصل والإضافة من إضافة المصدر إلى المفعول كقوله :) غُلِبَتِ الرُّومُ فِى أَدْنَى الاْرْضِ وَهُم مّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ( ( الروم : ٣ ) وقرىء :( من معي ) و ( من قبلي ) على من الإضافية في هذه القراءة. وإدخال الجار على ( مع ) غريب، والعذر فيه أنه اسم هو ظرف، نحو : قبل، وبعد، وعند، ولدن، وما أشبه ذلك، فدخل عليه ( من ) كما يدخل على أخواته. وقرىء ( ذكر معي وذكر قبلي ) كأنه قيل : بل عندهم ما هو أصل الشرّ والفساد كله وهو الجهل وفقد العلم، وعدم التمييز بين الحق والباطل، فمن ثم جاء هذا الإعراض، ومن هناك ورد هذا الإنكار. وقرىء :) الْحَقّ ( بالرفع عل توسيط التوكيد بين السبب والمسبب. والمعنى أن إعراضهم بسبب الجهل هو الحق لا الباطل. ويجوز أن يكون المنصوب أيضاً على هذا المعنى، كما تقول : هذا عبد الله الحق لا الباطل.
) وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِى إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَاهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ (
الأنبياء :( ٢٥ ) وما أرسلنا من.....
) يُوحَى ( ونوحي : مشهورتان. وهذه الآية مقرّرة لما سبقها من آي التوحيد.
) وَقَالُواْ اتَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِّنْ


الصفحة التالية
Icon