" صفحة رقم ١٢ "
والألطاف، وما كان سبباً في قوّة الإعتقاد والتوصل إلى الطاعة والعمل الصالح، فهو جدير بالتكوين.
) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً (
مريم :( ٢٢ ) فحملته فانتبذت به.....
عن ابن عباس : فاطمأنت إلى قوله فدنا منها فنفخ في جيب درعها، فوصلت النفخة إلى بطنها فحملت. وقيل : كانت مدّة الحمل ستة أشهر. وعن عطاء وأبي العالية والضحاك : سبعة أشهر. وقيل : ثمانية، ولم يعش مولود وضع لثمانية إلا عيسى. وقيل : ثلاث ساعات. وقيل : حملته في ساعة، وصوّر في ساعة، ووضعته في ساعة، حين زالت الشمس من يومها. وعن ابن عباس : كانت مدة الحمل ساعة واحدة، كما حملته نبذته. وقيل : حملته وهي بنت ثلاث عشرة سنة. وقيل : بنت عشر، وقد كانت حاضت حيضتين قبل أن تحمل. وقالوا : ما من مولود إلا يستهلّ غيره ) فَانْتَبَذَتْ بِهِ ( أي اعتزلت وهو في بطنها، كقوله : تَدُوسُ بِنَا الجْمَاجِمَ وَالتَّرِيبَا ;
أي تدوس الجَماجم ونحن على ظهورها، ونحوه قوله تعالى :) تَنبُتُ بِالدُّهْنِ ( ( المؤمنون : ٢٠ ) أي تنبت ودهنها فيها : الجار والمجرور في موضع الحال ) قَصِيّاً ( بعيداً من أهلها وراء الجبل. وقيل : أقصى الدار. وقيل : كانت سميت لابن عم لها اسمه يوسف، فلما قيل : حملت من الزنا، خاف عليها قتل الملك، فهرب بها فلما كان ببعض الطريق حدّثته نفسه بأن يقتلها، فأتاه جبريل فقال : إنه من روح القدس فلا تقتلها، فتركها.
) فَأَجَآءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يالَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَاذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً (
مريم :( ٢٣ ) فأجاءها المخاض إلى.....
) فَأَجَاءهَا ( أجاء : منقول من جاء، إلا أن استعماله قد تغير بعد النقل إلى معنى الإلجاء. ألا تراك تقول : جئت المكان وأجاءنيه زيد، كما تقول : بلغته وأبلغنيه. ونظيره ( آتي ) حيث لم يستعمل إلا في الإعطاء، ولم تقل : أتيت المكان وآتانيه فلان. قرأ ابن كثير في رواية ( المِخَاضُ ) بالكسر. يقال : مخضت الحامل مخاضا ومخاضاً، وهو


الصفحة التالية
Icon