" صفحة رقم ١٢١ "
رضخه. ولبناء المرة.
) وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (
الأنبياء :( ٤٧ ) ونضع الموازين القسط.....
وصفت ) الْمَوازِينَ ( بالقسط وهو العدل، مبالغة، كأنها في أنفسها قسط. أو على حذف المضاف، أي : ذوات القسط. واللام في ) لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ( مثلها في قولك : جئته لخمس ليال خلون من الشهر. ومنه بيت النابغة : تَرَسَّمْتُ آيَاتٍ لَهَا فَعَرَفْتُهَا
لِسِتَّةِ أعْوَامِ وَذَا الْعَامُ سَابِعُ
وقيل : لأهل يوم القيامة، أي لأجلهم. فإن قلت : ما المراد بوضع الموازين ؟ قلت : فيه قولان، أحدهما : إرصاد الحساب السويّ، والجزاء على حسب الأعمال بالعدل والنصفة، من غير أن يظلم عباده مثقال ذرّة، فمثل ذلك بوضع الموازين لتوزن بها الموزونات. والثاني : أنه يضع الموازين الحقيقية ويزن بها الأعمال. عن الحسن : هو ميزان له كفتان ولسان. ويروى : أن داود عليه السلام سأل ربه أن يريه الميزان، فلما رآه غشي عليه، ثم أفاق فقال : يا إلهي من الذي يقدر أن يملأ كفته حسنات، فقال : يا داود، إني إذا رضيت عن عبدي ملأتها بتمرة. فإن قلت : كيف توزن الأعمال وإنما هي أعراض ؟ قلت : فيه قولان، أحدهما : توزن صحائف الأعمال. والثاني : تجعل في كفة الحسنات جواهر بيض مشرقة، وفي كفة السيئات جواهر سود مظلمة. وقرىء :) مِثْقَالَ حَبَّةٍ ( على ( كان ) التامة، كقوله تعالى :) وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ ( ( البقرة : ٢٨٠ ) وقرأ ابن عباس ومجاهد :) أَتَيْنَا بِهَا ( وهي مفاعلة من الإتيان بمعنى المجازاة والمكافأة، لأنهم أتوه بالأعمال وأتاهم بالجزاء وقرأ حميد ( أثبنا بها ) من الثواب. وفي حرف أُبيّ ( جئنا بها ). وأنث ضمير المثقال لإضافته إلى الحبة، كقولهم : ذهبت بعض أصابعه، أي : آتيناهما.
) وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَآءً وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ (
الأنبياء :( ٤٨ ) ولقد آتينا موسى.....
أي : آتيناهما ) الْفُرْقَانَ ( وهو التوراة وأتينا به ) ضِيَاء وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ ( والمعنى : أنه في نفسه ضياء وذكر. أو آتيناهما بما فيه من الشرائع والمواعظ ضياء وذكراً. وعن ابن