" صفحة رقم ١٣٩ "
خلق : ظرف لبدأناه، أي : أوّل ما خلق، أو حال من ضمير الموصول الساقط من اللفظ، الثابت في المعنى ) وَعْداً ( مصدر مؤكد، لأنّ قوله :) نُّعِيدُهُ ( عدة للإعادة ) إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ( أي قادرين على أن نفعل ذلك.
) وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الاٌّ رْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّالِحُونَ (
الأنبياء :( ١٠٥ ) ولقد كتبنا في.....
عن الشعبي رحمة الله عليه : زبور داود عليه السلام، والذكر : التوراة. وقيل اسم لجنس ما أنزل على الأنبياء من الكتب. والذكر : أم الكتاب، يعني اللوح، أي : يرثها المؤمنون بعد إجلاء الكفار، كقوله تعالى :) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الاْرْضِ وَمَغَارِبَهَا ( ( الأعراف : ١٣٧ )، ) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُواْ بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الارْضَ للَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ( ( الأعراف : ١٢٨ ) وعن ابن عباس رضي الله عنه : هي أرض الجنة. وقيل : الأرض المقدّسة، ترثها أمّة محمد ( ﷺ ).
) إِنَّ فِى هَاذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ (
الأنبياء :( ١٠٦ ) إن في هذا.....
الإشارة إلى المذكور في هذه السورة من الأخبار والوعد والوعيد والمواعظ البالغة. والبلاغ : الكفاية وما تبلغ به البغية.
) وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (
الأنبياء :( ١٠٧ ) وما أرسلناك إلا.....
أرسل ( ﷺ ) ) رَحْمَةً لّلْعَالَمِينَ ( لأنه جاء بما يسعدهم إن اتبعوه. ومن خالف ولم يتبع. فإنما أتى من عند نفسه حيث ضيع نصيبه منها. ومثاله : أن يفجر الله عينا غديقة، فيسقي ناس زروعهم ومواشيهم بمائها فيفلحوا، ويبقى ناس مفرطون عن السقي فيضيعوا، فالعين المفجرة في نفسها، نعمة من الله ورحمة للفريقين، ولكن الكسلان محنة على نفسه ؛ حيث حرمها ما ينفعها. وقيل : كونه رحمة للفجار، من حيث أنّ عقوبتهم أخرت بسببه وأمنوا به عذاب الاستئصال.
) قُلْ إِنَّمَآ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَاهُكُمْ إِلَاهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ (
الأنبياء :( ١٠٨ ) قل إنما يوحى.....
إنما لقصر الحكم على شيء، أو لقصر الشيء على حكم، كقولك : إنما زيد قائم، وإنما يقوم زيد. وقد اجتمع المثالان في هذه الآية، لأن ) إِنَّمَا يُوحَى إِلَىَّ ( مع فاعله، بمنزلة : إنما يقوم زيد. و ) أَنَّمَا إِلَاهُكُمْ إِلَاهٌ واحِدٌ ( بمنزلة : إنما زيد قائم. وفائدة اجتماعهما : الدلالة على أن الوحي إلى رسول الله ( ﷺ ) مقصور على استئثار الله بالوحدانية : وفي قوله :) فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ ( أن الوحي الوارد على هذا السنن موجب


الصفحة التالية
Icon