" صفحة رقم ١٥١ "
جبال الدنيا لأذابتها ) يُصْهَرُ ( يذاب وعن الحسن بتشديد الهاء للمبالغة، أي : إذا صبّ الحميم على رؤوسهم كان تأثيره في الباطن نحو تأثيره في الظاهر، فيذيب أحشاءهم وأمعاءهم كما يذيب جلودهم، وهو أبلغ من قوله :) وَسُقُواْ مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ ( ( محمد : ١٥ ) والمقامع : السياط في الحديث
( ٧٠٥ ) ( لو وضعت مقمعة منها في الأرض فاجتمع عليها الثقلان ما أقلوها )، وقرأ الأعمش :( ردوا فيها ) والإعادة والرد لا يكون إلا بعد الخروج. فالمعنى : كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم فخرجوا أعيدوا فيها. ومعنى الخروج : ما يروى عن الحسن أنّ النار تضربهم بلهبها فترفعهم، حتى إذا كانوا في أعلاها ضربوا بالمقامع فهووا فيها سبعين خريفاً وقيل لهم ) ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ ( والحريق : الغليظ من النار المنتشر العظيم الإهلاك.
) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاٌّ نْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وَهُدُواْ إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُواْ إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِى جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (
الحج :( ٢٣ ) إن الله يدخل.....
) يُحَلَّوْنَ ( عن ابن عباس : من حِلَيت المرأَةُ فهي حال ) وَلُؤْلُؤاً ( بالنصب على : ويؤتون لؤلؤاً، كقوله : وحوراً عيناً. ولؤلؤاً بقلب الهمزة الثانية واواً. ولولياً ؛ بقلبهما واوين، ثم بقلب الثانية ياء كأدل. ولول كأدل فيمن جرّ. ولولؤ، وليليا، بقلبهما ياءين، عن ابن عباس : وهداهم الله وألهمهم أن يقولوا الحمد لله الذي صدقنا وعده، وهداهم إلى طريق الجنة. يقال : فلان يحسن إلى الفقراء وينعش المضطهدين، لا يراد حال ولا استقبال، وإنما يراد استمرار وجود الإحسان منه والنعشة في جميع أزمنته وأوقاته. ومنه قوله تعالى :) وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ( أي الصدود منهم مستمرّ دائم


الصفحة التالية
Icon