" صفحة رقم ١٥٣ "
والعبادة. رفع البيت إلى السماء أيام الطوفان وكان من ياقوتة حمراء، فأعلم الله إبراهيم مكانه بريح أرسلها يقال لها : الخجوج، كنست ما حوله، فبناه على أسه القديم. وأن هي المفسرة. فإن قلت : كيف يكون النهي عن الشرك والأمر بتطهير البيت تفسيراً للتبوئة ؟ قلت : كانت التبوئة مقصودة من أجل العبادة، فكأنه قيل : تعبدنا إبراهيم قلنا له :) لاَّ تُشْرِكْ بِى شَيْئاً وَطَهّرْ بَيْتِىَ ( من الأصنام والأوثان والأقذار أن تطرح حوله. وقرىء :( يشرك ) بالياء على الغيبة.
) وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ (
الحج :( ٢٧ ) وأذن في الناس.....
) وَأَذّن فِى النَّاسِ ( ناد فيهم. وقرأ ابن محيصن :( وأذن ) والنداء بالحج : أن يقول : حجوا، أو عليكم بالحج. وروي أنه صعد أَبا قبيس فقال : يا أيها الناس حجوا بيت ربكم. وعن الحسن أنه خطاب لرسول الله ( ﷺ )، أمر أن يفعل ذلك في حجة الوداع ) رِجَالاً ( مشاة جمع راجل، كقائم وقيام. وقرىء :( رجالاً ) بضم الراء مخفف الجيم ومثقلة، ورجالي كعجالى عن ابن عباس ) وَعَلَى كُلّ ضَامِرٍ ( حال معطوفة على حال، كأنه قال : رجالاً وركباناً ) يَأْتِينَ ( صفة لكل ضامر، لأنه في معنى الجمع. وقرىء :( يأتون ) صفة للرجال والركبان. والعميق : البعيد، وقرأ ابن مسعود :( معيق ). يقال : بئر بعيدة العمق والمعق.
) لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الاٌّ نْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْبَآئِسَ الْفَقِيرَ (
الحج :( ٢٨ ) ليشهدوا منافع لهم.....
نكر المنافع لأنه أراد منافع مختصة بهذه العبادة دينية ودنيوية لا توجد في غيرها من العبادات. وعن أبي حنيفة رحمه الله : أنه كان يفاضل بين العبادات قبل أن يحج، فلما حجّ فضل الحج على العبادات كلها، لما شاهد من تلك الخصائص، وكنى عن النحر والذبح بذكر اسم الله، لأن أهل الإسلام لا ينفكون عن ذكر اسمه إذا نحروا أو ذبحوا.