" صفحة رقم ١٦٠ "
ووجبت الشمس جبة : غربت. والمعنى : فإذا وجبت جنوبها وسكنت نسائسها حلّ لكم الأكل منها والإطعام ) الْقَانِعَ ( السائل، من قنعت إليه وكنعت : إذا خضعت له وسألته قنوعاً ) وَالْمُعْتَرَّ ( المعترض بغير سؤال، أو القانع الراضي بما عنده وبما يعطي من غير سؤال، من قنعت قنعاً وقناعة. والمعتر : المعترض بسؤال. وقرأ الحسن : والمعتري. وعرّه وعراه واعتراه واعتره : بمعنى. وقرأ أبو رجاء : القنع، وهو الراضي لا غير. يقال : قنع فهو قنع وقانع.
من الله على عبادة واستحمد إليهم بأن سخر لهم البدن مثل التسخير الذي رأوا وعلموا، ويأخذونها منقادة للأخذ طيعة فيعقلونها ويحبسونها صافة قوائمها، ثم يطعنون في لبانها. ولولا تسخير الله لم تطق، ولم تكن بأعجز من بعض الوحوش التي هي أصغر منها جرماً وأقلّ قوّة، وكفى بما يتأبد من الإبل شاهداً وعبرة.
) لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَاكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذالِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (
الحج :( ٣٧ ) لن ينال الله.....
أي : لن يصيب رضا الله اللحوم المتصدق بها ولا الدماء المهراقة بالنحر، والمراد أصحاب اللحوم والدماء، والمعنى : لن يرضى المضحون والمقرّبون ربهم إلا بمراعاة النية والإخلاص والاحتفاظ بشروط التقوى في حلّ ما قرب به، وغير ذلك من المحافظات الشرعية وأوامر الورع. فإذا لم يراعوا ذلك، لم تغن عنهم التضحية والتقريب وإن كثر ذلك منهم. وقرىء :( لن تنال الله، ولكن تناله ) بالتاء والياء. وقيل : كان أهل الجاهلية إذا نحروا البدن نضحوا الدماء حول البيت ولطخوه بالدم، فلما حجّ المسلمون أرادوا مثل ذلك، فنزلت.
كرّر تذكير النعمة بالتسخير ثم قال : لتشكروا الله على هدايته إياكم لأعلام دينه ومناسك حجّه، بأن تكبروا وتهللوا، فاختصر الكلام بأن ضمن التكبير معنى الشكر، وعدى تعديته.
) إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (
الحج :( ٣٨ ) إن الله يدافع.....
خصّ المؤمنين بدفعه عنهم ونصرته لهم، كما قال :) إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءامَنُواْ ( ( غافر : ٥١ ) وقال :) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ( ( الصافات : ١٧٢ ) قال :) وَأُخْرَى


الصفحة التالية
Icon