" صفحة رقم ١٧٠ "
إلهيته، وأن كل ما يدعي إلهاً دونه باطل الدعوة، وأنه لا شيء أعلى منه شأناً وأكبر سلطاناً.
) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَتُصْبِحُ الاٌّ رْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ لَّهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الاٌّ رْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِىُّ الْحَمِيدُ (
الحج :( ٦٣ ) ألم تر أن.....
قرىء :) مُخْضَرَّةً ( أي ذات خضر، على مفعلة، كمقبلة ومسبعة. فإن قلت : هلا قيل : فأصبحت ؟ ولم صرف إلى لفظ المضارع ؟ قلت : لنكتة فيه، وهي إفادة بقاء أثر المطر زماناً بعد زمان، كما تقول : أنعم عليَّ فلان عام كذا، فأروح وأغدوا شاكراً له. ولو قلت : فرحت وغدوت ؛ ولم يقع ذلك الموقع، فإن قلت : فما له رفع لم ينصب جواباً للاستفهام ؟ قلت : لو نصب لأعطى ما هو عكس الغرض، لأنّ معناه إثبات الاخضرار، فينقلب بالنصب إلى نفي الاخضرار، مثاله أن تقول لصاحبك : ألم تر أني أنعمت عليك فتشكر : إن نصبته فأنت ناف لشكره شاك تفريطه فيه، وإن رفعته فأنت مثبت للشكر. وهذا وأمثاله مما يجب أن يرغب له من اتسم بالعلم في علم الإعراب وتوقير أهله ) لَطِيفٌ ( وأصل علمه أو فضله إلى كل شيء ) خَبِيرٌ ( بمصالح الخلق ومنافعهم.
) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِى الاٌّ رْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِى فِى الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى الاٌّ رْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ وَهُوَ الَّذِى أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (
الحج :( ٦٥ - ٦٦ ) ألم تر أن.....
) مَّا فِى الاْرْضِ ( من البهائم مذللة للركوب في البر، ومن المراكب جارية في البحر، وغير ذلك من سائر المسخرات. وقرىء :) وَالْفُلْكِ ( بالرفع على الابتداء ) أَن تَقَعَ ( كراهة أن تقع ) إِلا ( بمشيئته ) أَحْيَاكُمْ ( بعد أن كنتم جماداً تراباً، ونطفة، وعلقة، ومضغة ) لَكَفُورٌ ( لجحود لما أفاض عليه من ضروب النعم.
) لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِى الاٌّ مْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ (
الحج :( ٦٧ ) لكل أمة جعلنا.....
هو نهي لرسول الله ( ﷺ )، أي : لا تلتفت إلى قولهم ولا تمكنهم من أن ينازعوك. أو هو زجر لهم عن التعرض لرسول الله ( ﷺ ) بالمنازعة في الدين وهم جهال لا علم عندهم وهم كفار خزاعة. روى : أن بديل بن ورقاء وبشر بن سفيان الخزاعيين وغيرهما قالوا للمسلمين : ما لكم تأكلون ما قتلتم، ولا تأكلون ما قتله اللها يعنون الميتة. وقال


الصفحة التالية
Icon